عُرف الكاتب الصحفي شلاش الضبعان بأسلوبه الساخر عند تناوله للموضوعات الاجتماعية، كما اشتهر عنه ميله إلى الكتابة عن الأطراف حتى لقب ب (كاتب الأطراف). حول أسلوبه في الكتابة ورأيه في الراهن الصحفي لكتاب المقالات وموضوعات أخرى، كان لنا هذا الحوار مع الأستاذ شلاش الضبعان: * هل أنت من تحدد موضوعات مقالاتك الصحفية، أم أن هناك محاور معطاة من قبل الصحيفة، وما مدى تأثير الرقابة على كتابتك؟ - بالتأكيد ما أكتبه من مقالات يومية هو من اختياري، فالكاتب الحقيقي عندما يلزم بشيء لن يستطيع الكتابة، والجريدة دورها الاطلاع على المقال بعد إرساله وقبل نشره، فإن رأوا التعديل اتصلوا عليّ واستشاروني. ومن وجهة نظري أن مقص رقيبنا لم يعد حاداً كما كان بالأمس، لكن هناك من الكتاب من يسيطر عليه رقيبه ويكبله! أنا -ولله الحمد- لم يسبق لي لا تصريحاً ولا تلميحاً أن فُرض علي موضوع معين.. * بت تعرف في الوسط الصحفي بلقب (كاتب الأطراف)، ما قصة هذه اللقب ومن أطلقه عليك؟ - زميلي الأستاذ سليمان أبا حسين، نائب رئيس تحرير جريدة اليوم، هو من أطلق عليّ لقب (كاتب الأطراف)؛ وأذكر أن سبب إطلاقه للقب عليّ أنه كان هناك لقاءً للكتاب الصحفيين في النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية، وكانت لي مداخلة حول ضرورة الاهتمام بكتّاب الأطراف، لأن المشاهد أن الأعمدة الصحفية هي لمن حول المؤسسة الصحفية، فإن كانت المؤسسة من الغربية أصبح الكتّاب حجازيين، وإن كانت من الوسطى أصبحوا نجديين، وإن كانت من الشرقية أصبحوا شرقاويين، ومن لا تصدر منطقته صحيفة فلا بواكي له، وهذا حال أطراف الوطن الشمالية خصوصاً، وقلت إن الأصل في المؤسسات الصحفية أنها للوطن كله وليست لمنطقة معينة، ومن هنا أطلق عليّ أستاذنا سليمان أبا حسين لقب (كاتب الأطراف) لأني أحد سكان الأطراف والعارفين بمواطن احتياجاتها، وإلا فأنا كاتب وطن! * هناك رأي يقول إن أكثر كتاباتك تدور حول المطالبة بإنشاء جامعة حفر الباطن، ما ردك؟ - أنا لا أؤيد هذا الرأي، فما خصصته لجامعة حفر الباطن أقل مما تستحقه، فهي قضية ملحة لجزء عزيز من بلادنا، وهي حاضرة في كتاباتي كما صحة حائل وعرعر ووضع الأحساء وسياحة الطائف؛ كلها قضايا مهمة ومؤرقة، فالكاتب يكتب عما يراه ملحاً ولم يطرق من قبل غيره بصورة كبيرة. * ما القضايا التي أثرتها وبرأيك تركت أثراً ملموساً أو وجدت لها حلولاً؟ إنها كثيرة ولله الحمد الذي لا يحمد على مكروه سواه، فهناك جراح مفتوحة في وطني والناس تعاني منها كثيراً وما عليك إلا أن تطرقها وستجد تفاعلاً كبيراً من الناس معها، فهي جراحهم التي لم تجد من يعالجها، أما ما وجدت له حلول فأنا أكتب ولا اهتم بظهور الحلول مباشرة، أهم شيء أن يأتي الحل وإلا عاودنا الكتابة، فأنت تعرف مقامات مسؤولينا وهم لا يحبون المبادرة بالحل حتى لا ينسب للمقال وصاحب المقال، ولكن قناعتي أن ما يكتب لا بد أن يترك أثراً. * كتابتك متنوعة بين الاجتماعي والساخرة في الوقت نفسه، هل يشكل هذا الأسلوب أي حرج عليك؟ - نعم، إنه يسبب نوعاً من الإحراج ونوعاً من الإرهاق، فلست كل يوم مؤهلاً لأن تكون ساخراً فأنت بشر لك ظروفك ولك ارتباطاتك، ولكن مما يساعد في هذا الموضوع وضع خطة مستقبلية مرنة للكتابة، يعني تعرف بصورة عامة ما ستكتب لفترة لا تقل عن شهر، وكل ما عنّت لك فكرة كتبتها أمام فكرتها الرئيسية، وعندما يأتي وقت نشر المقال تجد عندك كماً كبيراً من الأفكار والمعلومات! * ونحن نختم هذا الحوار أستاذ شلاش، حدثنا عن ظاهرة كتاب الشنطة وهل ما تزال مستمرة؟ كتّاب الشنطة الذين يكتبون مقالات جاهزة ويضعونها في الشنطة لتوزيعها انقرضوا؛ فعالم اليوم بأفكاره واحتياجاته متجدد، نعم الفكرة قد تكون -كما أسلفت- واضحة ولكن المحتوى لا تستطيع أن تصيغه في معظم الأحيان قبل فترة طويلة، لأنه قد يصبح أضحوكة عند نشره!