تفقد سليمان عليه السلام الهدهد، والتفقد يدل على طول البحث.. فلم يجده وحكم عليه غيابيا بالسجن أو التعذيب إن لم يكن ثم عذر. جاء الهدهد بعد زمن يسير وقال لسليمان عليه السلام: {أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين}.. نبأ تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا! إنه السجود لغير فاطر السماوات والأرض سبحانه وتعالى..!! الهدهد لم يلفت نظره العرش وعظمته ولم يبال بزخارف الحياة الدنيا..! ثمة أسئلة تتبادر إلى أذهان الجميع: ما الذي لفت نظر الهدهد؟ ما الهم الذي حمله الهدهد؟ وما النتيجة؟ أسئلة تحتاج لإجابات. لفت نظره عبادة غير الله.. والهم الذي حمله هداية هؤلاء.. والنتيجة أسلمت مع سليمان لله رب العالمين..! فيا أيها المبتعث المسلم: اقتد بالهدهد واحمل همه تجد نتيجته بإذن الله.. أيها المبتعث: إياك أن تأتي لنا بأسوأ ما عند الكفرة فتنخر في عقيدة أمتك.. محبة الكافرين.. التشبه بهم.. وغيرها مما يخرم العقيدة. أيها المبتعث: إذا رجعت لنا فاذكر ما ذكره الهدهد وحذر منه كما حذر .. حذر من الشرك وأهله! أيها المبتعث: لا يكن الهدهد أفقه منك وأعقل! إياك أن تهتم بالغرب وزخارفه وما عندهم من زينة الحياة الدنيا فقد {زين للذين كفروا الحياة الدنيا}! وليكن همك الوحيد توحيد الله، وإذا رجعت لبلدك تكلم كما تكلم الهدهد عن نعمة الإسلام عندنا، وتكلم عن غفلتهم وأنهم غرتهم الحياة الدنيا، وأنهم في غمرتهم ساهون، وأنهم كالأنعام بل هم أضل.. وأخيرا كن داعياً إلى توحيد الله، محذرا من الشرك وأهله، كما قال تعالى على لسان الهدهد: {ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبأ في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم}. محمد بن عبدالله الشنار عضو الجمعيه الفقهية السعودية https://twitter.com/#!/mshanarm