قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن التصرفات الإيرانية من شأنها أن تزيد من تعقيد وقف إطلاق النار في اليمن، بعد إعلان طهران عن أن سفينة شحن إيرانية تحمل مساعدات عاجلة في طريقها إلى اليمن أمس الثلاثاء. وحذرت الصحيفة من أن تلك الخطوة من قبل إيران قد تؤدي إلى حدوث مواجهة محتملة مع المملكة العربية السعودية خاصة أن إيران متحالفة مع الحوثيين. وأشارت إلى أن إيران أرسلت من قبل طائرة باتجاه مطار صنعاء تحمل ما قيل إنها مساعدات إغاثية للحوثيين، إلا أن التحالف الذي تقوده السعودية رد عليها بقصف المطار؛ مما دفع الطائرة إلى العودة مجدداً من حيث أتت. وأبرزت الصحيفة، نقلاً عن وكالات أنباء إيرانية، قيام سفينة الشحن برفع علم إيران وشعار جمعية الهلال الأحمر الإيراني وصاحبتها سفن حربية إيرانية متجهة من إيران إلى ميناء الحديدة اليمني. وحذر الدكتور "تيودور كارسيك" المتخصص في الجغرافيا السياسية والمقيم في دبي خلال تصريح خاص ل"تواصل" من محاولة إيران استغلال وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه المملكة ووافق عليه الحوثيين وأنصارهم من أجل تقديم المال والسلاح لحلفائهم في اليمن. وأشار "كاراسيك" إلى أن فترة وقف إطلاق النار من أجل تقديم المساعدات للشعب اليمني ربما تقصر أو تطول عن مدة الخمس أيام وكل ذلك يعتمد على الحوثيين الذين أصبحوا أكثر عدوانية للغاية عبر إسقاطهم طائرة حربية مغربية وشنهم هجمات على المدن الجنوبية في المملكة. وأضاف أن هناك مساعدات وصلت بالفعل من قبل أعضاء في التحالف الذي تقوده المملكة إلى عدن وأماكن أخرى، بينما تريد إيران هي الأخرى إرسال مساعدات لأنصارها باستخدام النموذج الروسي، إلا أن إيران تختلف عن روسيا، لأن موسكو متاخمة للحدود مع أوكرانيا ويمكن بسهولة مراقبة وفحص المساعدات، لكن المساعدات الإيرانية قادمة من ميناء بندر عباس وحتى الآن لم تخضع لأي نوع من الفحص. وتحدث "كاراسيك" في تصريحه عن أن التحالف يدرك أن ما تقوم به إيران خدعة وأنها استخدمت المساعدات الإنسانية كوسيلة لإرسال الأسلحة والمال إلى مؤيديها، مضيفاً أنه من غير المرجح أن تسمح السعودية وحلفاءها لإخضاع السفن الإيرانية لآلية الفحص بسبب إمكانية استخدام إيران لطرق الخداع والمكر، وهو ما يعني أن هناك إمكانية لحدوث احتكاك بين التحالف وإيران في الممرات الملاحية أمام السواحل الإيرانية.