اضطراب المعدة أو عسر الهضم من المشكلات الصحية الشائعة، والتي تصيب كلا الجنسين في مختلف الأعمار، حيث توضح الاحصائيات أنَّ قرابة 20% من أفراد المجتمع يعانون منها، وتختلف نسبة الانتشار من مجتمع لآخر، ولها أثر بالغ على جودة حياة المريض واثار اقتصادية مرتبطة بقلة الإنتاجية بسبب كثرة التغيب عن العمل. ومن ناحية مسببات اضطرابات المعدة؛ فإن ما يقارب 75% من الحالات مجهولة السبب، فيما 25% من الحالات معلومة الأسباب مثل: قرحة المعدة، ارتجاع المريء، كأعراض جانبية لتناول بعض أنواع الأدوية مثل مسكنات للألم والمضادات الحيوية وأدوية الضغط، أو بسبب داء السكري. وتتعدد أعراض اضطراب المعدة وتختلف من مريض لآخر أبرزها: الشعور بحرقان أو ألم في أعلى البطن، الشعور بالشبع المبكر، التجشؤ، الغثيان أو الاسترجاع. أما الأعراض التي يشكل وجودها خطرًا على صحة المريض وتستوجب زيارة الطبيب فهي: نزول الوزن غير المقصود، فقر الدم، صعوبة البلع أو ألم مصاحب للبلع، الاسترجاع المستمر، وجود تاريخ عائلي بأورام في أعلى الجهاز الهضمي. ويساهم الغذاء غير الصحي في فرص الإصابة باضطراب المعدة، وكذلك يؤدي تناول الوجبات الغنية بالدهون، والحارة، والكبيرة الى الإصابة بعسر أو اضطراب الهضم في المعدة، فيما يعتبر تناول وجبات صغيرة والاكل ببطء والمضغ الجيد، مفيد ويمنع حدوث الاضطرابات. ويعتمد التشخيص الطبي للحالة المصابة على التاريخ المرضي المفصل، مع إجراء الفحص السريري، وفي حالات ينصح بعمل تحاليل أبرزها: تحليل لفقر الدم ووظائف الكبد، وتحليل جرثومة المعدة، وإجراء منظار علوي إذا كان عمر المريض أكثر من 60 سنة، أو في حال وجود أعراض منذرة. من المهم لعلاج اضطراب المعدة البدء من علاج السبب إنْ وجد، وكذلك علاج جرثومة المعدة إذا كان التحليل إيجابيًا. وتوجد أنواع مختلفة من الأدوية يمكن استخدامها لتخفيف الأعراض مثل: أدوية الحموضة وأحيانًا أدوية الاكتئاب وغيرها. ويجب التنويه إلى أنَّ عدم الانتظام في تناول الأدوية، أو عدم التخلص من الجرثومة؛ يُعد من مسببات استمرار الأعراض، بالإضافة لوجود سبب آخر لم يتم تشخيصه وعلاجه بعد تأكيد التشافي التام من الجرثومة. د. عبدالله الذيابي