أكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بشأن الأوضاع الجارية في اليمن، تأييده لشرعية الرئيس هادي، وثورة الشباب السلمية في التصدي للحوثيين الانقلابيين، مشيراً إلى أن انقلاب الحوثي هو الذي دفع باليمن إلى هذه الحالة؛ برفضهم الاستماع إلى كل أصوات العقل ودعوات الحوار. وطالب "الاتحاد" في بيان له، اليوم الجمعة، من دول التحالف بقيادة المملكة بتوخي الدقة والحذر عند استهداف مواقع الانقلابيين الحوثيين، وتجنب استهداف المدنيين، داعياً الحرص على الحفاظ على أرواح المدنيين من أبناء اليمن. ويدعو الأمة العربية والإسلامية إلى الوعي بالمخططات المحيطة بها، والتي تهيئ للأقليات المدعومة من الخارج، للسيطرة على مقدراتها. نص البيان: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين باهتمام شديد تكوين حلف عسكري من السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة ودول إسلامية وعربية أخرى؛ من أجل التصدي للبغاة الانقلابيين من الحوثيين على أرض اليمن، وذلك بناء على طلب من الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي، بعد أن وصلت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، وتوغلت قوات الانقلاب الحوثي إلى أن وصلت إلى العديد من المواقع الإستراتيجية في اليمن ومحافظاتها، بدءاً من صنعاء حتى تمكنوا من عدة أيام من الدخول غير الشرعي إلى عدن لفرض السيطرة على اليمن بالقوة، مدعومين بقوة إقليمية لم تعمل يوماً لصالح أمتنا العربية والإسلامية. والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إزاء هذا التطور، يرى ويؤكد ما يلي: 1- يؤيد "الاتحاد" الشرعية في اليمن متمثلة في خيار الشعب اليمني، ورئاسته المنتخبة، المؤيدة من جمهرة العرب والمسلمين، مع التأكيد على حق الحكومة اليمنية الشرعية في مطالبة الدول العربية والإسلامية بالتدخل للتصدي للبغاة الحوثيين وانقلابهم الغاشم، وخصوصاً بعد رفضهم كل دعوات العودة عن الانقلاب، والدخول في جلسات حوار تعلي المصلحة العامة لليمن على مصالح شخصية أو إقليمية لقوى الانقلاب الذي وقع منذ سبتمبر 2014م وحتى الآن. 2- يطالب "الاتحاد" الحلف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية باستعادة الحقوق من الانقلابيين، وتسليمها إلى أصحابها، والانتصار لشرعية اليمن وثورة شبابها ودمائهم التي سقطت، لتحرير اليمن الحبيب من الفساد، ومن الطغاة الذين يحاولون العودة إلى السلطة على أسنة الرماح، وظهور الدبابات، غير مكترثين بأي شرعية أو ثورة أو تكوين اجتماعي أو طبيعي داخل اليمن. 3- يرى "الاتحاد" أن ما قامت به دول التحالف الإسلامية العشرة، يتوافق مع قول الله تعالى في كتابه العزيز: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) (سورة الحجرات – آية 9) على أن يتوقف القتال إذا أذعن الحوثيون إلى الحق، وعادوا إلى الرشد، واندمجوا في الشعب كما تندمج سائر الفئات. 4– يحمل "الاتحاد" الحوثيين المسؤولية الكاملة لما آلت إليه الأوضاع في اليمن، بعد رفضهم العديد من دعوات الحوار، التي وجهها إليهم المخلصون من أبناء الأمة في شتى البلدان، مع استمرارهم في محاولة فرض الهيمنة على أغلب محافظات ومدن اليمن بقوة السلاح، مع ما هو معروف من أنهم أقلية محدودة، لا تبلغ خمسة في المائة. 5- يدعو "الاتحاد" الحلف العسكري إلى المحافظة على أرواح المدنيين من أبناء اليمن عند استهدافهم المواقع العسكرية، ومواقع تمركز قوات الانقلاب العسكري الحوثي، والتركيز على ما يخدم قضية كسر الانقلاب وانحساره، واستعادة الشعب اليمني شرعيته وثورته ليبدأ في البناء المنشود على أسس سليمة. 6- يحذر "الاتحاد" من المشاريع الإقليمية التي تسعى للتوسع في الأراضي العربية والإسلامية، شرقاً وغرباً، بلا وجه حق؛ الأمر الذي يدفع الأمة الإسلامية إلى توحيد جهودها، واتحادها في وجه أي مشروع يسعى لفرض هيمنته عليهم والسيطرة على مقدراتهم. 7- يحذر "الاتحاد" الأمة العربية والإسلامية من كل النزعات والدعوات التي تدعو إلى تمزيق الأمة على أساس عرقي أو لغوي، أو مذهبي، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وشبك بين أصابعه". ويقول: "لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض". اللهم احفظ اليمن الحبيب من أي شر، ومن كل سوء، واحفظ الأمة الإسلامية والعربية من كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وتآمر المتآمرين، ووحد صف الأمة في وجه أعدائها، وارزقنا نصرك الذي وعدت، يا رب العالمين. والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل أ. د. علي محيي الدين القره داغي أ. د. يوسف القرضاوي الأمين العام رئيس الاتحاد