أضاء القمر الوردي، مساء الجمعة، سماء المملكة العربية السعودية، في مشهد لا يحدث إلا مرة واحدة كل عام في ظاهرة أسماها علماء الفلك باسم “القمر الوردي”. وقالت الجمعية الفلكية بجدة إن القمر البدر الوردي مجرد تسمية، فمع تتبع القدماء للفصول الأربعة قاموا بإعطاء اسم لكل قمر بدر، والذي يأتي في شهر أبريل يسمى "البدر الوردي"؛ ليس لأنه سوف يظهر في قبة السماء وردي اللون ولكنه يبشر بظهور الطحلب الوردي أحد ملامح فصل الربيع . وأضافت الجمعية “أن القمر أثناء شروقه يكتسي بلون ضارب للحمرة أو البرتقالي، فالغبار والدخان والملوثات في الغلاف الجوي للأرض تعمل على بعثرة الضوء الأبيض المنعكس عن القمر بحيث تتشتت ألوان الطيف الأزرق ذات الطول الموجي القصير، وتبقى ألوان الطيف الأحمر ذات الطول الموجي الطويل والتي تصل إلى أعيننا، وهو نفس السبب الذي يجعلنا نرى الشمس الغاربة برتقالية”، ولكن القمر بعد ارتفاعه في قبة السماء وابتعاده عن الأفق سوف يظهر باللون الأبيض الرمادي المعتاد. ويعتبر هذا التوقيت من الشهر مثالياً لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافاً لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة؛ نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس، تلك الفوهات المشعة عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات، ويعتقد بأن تلك الفوهات حديثة التكوين وتعتبر فوهة “تيخو” أكثر الفوهات إشعاعاً. وخلال الليالي المقبلة سوف يشرق القمر متأخراً بحوالي الساعة كل يوم، وخلال بضعة أيام سيكون مشاهداً فقط في سماء الفجر والصباح الباكر، وفي ذلك الوقت يصل إلى مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من وقوعه في مرحلة البدر المكتمل.