قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. صلاح البدير في خطبة الجمعة: من جلائل النعم وقلائد المنن نعمة البصيرة في الدين فأكرم بها من نعمة وعطية… وأعظم بها أعظم بها ثم أعظم. والبصيرة هي: التوحيد ونبذ الشرك وعدم طاعة المخلوق في معصية الله تعالى، والبصيرة: اليقين والثبات في الدين قال الله تعالى: (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ). وأضاف: البصيرة نور يقذفه الله في القلب، يفرق ما بين الحق والباطل والخير والشر والفضيلة والرذيلة، والعمى في البصيرة أشد وأنكى وأعظم مصيبة من العمى في البصر فإن عمى الأبصار هو العمى الذي لا عمى بعده بل لا عمى إلا هو قال تعالى: (أَفَلم يسروا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ). وتابع: البصيرة هي القرآن والسنة قال تعالى: (قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا)؛ أي قد جاءتكم البينات والحجج التي اشتمل عليها القرآن، واشتملت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الأنوار التي لقلوبكم بمنزلة الضياء المحسوس لعيونكم، فاصعدوا ببصائر القرآن والسنة ولا تهبطوا في حضيض الأوهام والآثام. وكيف تقعون في مستنقع الآثام ولديكم النور الباهر والضياء الظاهر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس أعظم من القرآن والسنة من آيات وبراهين وأنوار يبصر بها ويستدل، فاطلبوا من الأنوار أعلاها ولا تحتقروا من الظلمات أدناها. وأضاف: المؤمنون هم الفطناء البصراء، والمؤمن صحيح النظر، نافذ البصر، جميل الأثر، وأهل الكفر والفسق والضلال صم عن الحق فما يسمعونه، عمي عن الهدى فلا يبصرونه، لا يسمعون سماع منتفع، ولا يبصرون إبصار مهتدٍ قال تعالى عنهم: (مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ). وقال: من صفات أهل الإيمان أنهم أيقاظ القلوب فُهماء العقول يعون عن الله أمره ونهيه ووعده ووعيده إذا تليت عليهم آياته أكبوا عليها سامعين وَاعين مراعين بآذان سمعتها، وقلوب وعتها لا يتغافلون عن مواعظه، ولا يستكبرون عن عبادته كما يفعل الساقطون المستعلون الصم الذين لا يسمعون، والعمي الذين لا يبصرون قال عز وجل: (الذينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً).