في تعاملك مع الناس وفي حياتك اليومية تتعرض للكثير من المواقف، منها المحرج، و الطريف، والإنساني، ومنها أيضا السيء وبالتالي تختلف ردود أفعالك حيالها نظرا لعدة أسباب، أحيانا تفكر بمن تسبب بالموقف، وأحيانا تتغاضى وتتجاهل تعاطفا أو ترفُعا، وموقف تتمنى لو لم تعيشه رحمة بقلبك ومشاعرك.. هناك من يجيد إعادة ترتيب المشهد بقوة وإتقان وهؤلاء يتمتعون بالشخصية ذات الحضور والكاريزما، فهم قادرون على التغلب على مشاعرهم أيا كانت وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة أعنف المواقف وأصعبها حتى وإن ادمت المواقف قلبه، بل أن لديهم القدرة على توجيه بوصلتها نحو الأفضل، وتقليل حجم الخسائر من الفعل أو ردات الفعل .. وهناك من يتعثر ويتبعثر حين يواجه ما يتطلب منه الحكمة لاعادة ترتيب المشهد حتى وإن كانت بسيطة، إذ ليس لديه القدرة في التعامل معها، بدلا من أن يوقف عجلة التدمير يتجاهل سرعتها وتجده يزيد من التوتر بسلبيته ولامبالاته ! ترتيب المشهد ليس للمواقف فقط، بل هو مطلب للحياة السعيدة الخالية من المنغصات، رتب المشهد في عقلك ولا تدع فوضى الأولويات يعيدك لنقطة الصفر، و رتب المشاهد كلها في يومك ولا تتأخر في البدء بالأهم فالمهم، ورتب المشهد في ومع أفراد أسرتك فلا تسمح لأحد أن يخترق خصوصيتكم الأسرية، أو أن ينفرد بالتأثير على فرد منكم فالثمن هنا غالٍ جدا، ورتب أيضا المشهد في فوضى مشاعرك، فلا تُخضع قلبك لتيارات النزوات، والهفوات العاطفية المتسرعة. ترتيب المشهد له ثمن ليس بخس لاسيما حين يكون بعضها صعب الترتيب وفيها من المعضلات ما يمنع التوصل لافضل الحلول بصورة جيدة ومناسبة للجميع كأن تخسر أحدهم او تكابد وجع الخسارة وهنا تكتفي بالحد الأدنى من المحاولة فإن لم تفعل ستبقى متفرجا على فوضى المشاهد . كتبه/ أ. جواهر محمد الخثلان