- بدرية عيسى - جازان الشيخ أحمد يحيى النجمي.. هو الشيخ العلامة، المحدث، الفقيه، مفتي منطقة جازان في زمانه. ولد في قرية النجامية بصامطة في ١٣٤٦/١٠/٢٢ه، ونشأ في حجر أبوين صالحين ليس لهما سواه. تعلم وقرأ القرآن في الكتاتيب الأهلية قبل مجيء الشيخ عبدالله القرعاوي، على يد الشيخ عبده بن محمد عقيل النجمي، ثم قرأ أيضًا على يد الشيخ يحيى فقيه عبسي وهو من أهل اليمن. وكان قد قدم على النجامية، وبقي بها، ودرس، ثم غادر القرية. وبعد مغادرة مدرسهم في عام ١٣٥٩ه تردد الشيخ وهو في سن الثالثة عشر مع عمَّيه الشيخ حسن بن محمد، والشيخ حسين بن محمد النجميين على الشيخ عبدالله القرعاوي في مدينة صامطة أيامًا ولكنه لم يستمر. وفي عام (١٣٦٠ه) وتحديدًا في شهر صفر، التحق شيخنا بالمدرسة السلفية، وقرأ القرآن هذه المرة بأمر الشيخ عبدالله القرعاوي -رحمه الله- على الشيخ عثمان بن عثمان حملي -رحمه الله- فقرأ عليه القرآن مجودًا، وحفظ (تحفة الأطفال) و(هداية المستفيد) و(الثلاثة الأصول)، و(الأربعين النووية)، و(الحساب) وأتقن تعلم الخط. وبعد أربعة أشهر، أذن له الشيخ عبدالله القرعاوي أن ينضم إلى "حلقة الكبار" التي يدرسها الشيخ بنفسه، فقرأ على الشيخ فيها: (الرحبية) في الفرائض، و(الآجرومية) في النحو، و(كتاب التوحيد) و(بلوغ المرام) و(البيقونية)، و(نخبة الفكر) وشرحها (نزهة النظر)، و(مختصرات في السيرة)، و(تصريف الغزي)، و(العوامل في النحو مائة)، و(والورقات) في أصول الفقه، و(العقيدة الطحاوية) بشرح الشيخ عبدالله القرعاوي. ودرس أيضًا شيئًا من (الألفية) لابن مالك، و(الدرر البهية) مع شرحها (الدراري المضية) في الفقه، وغير ذلك من الكتب سواء منها ما درسوه كمادة مقررة كالكتب السابقة أو ما درسوه على سبيل التثقف لبعض الرسائل والكتب الصغيرة، أو كانوا يرجعون إليه عند البحث ك (نيل الأوطار) و(زاد المعاد) و(نور اليقين) و(الموطأ) و(الأمهات). وفي عام ١٣٦٤ه، عادوا إلى الشيخ عبدالله فقرؤا عليه، ثم أجيز الشيخ أحمد في القراءة برواية "الأمهات الست". وفي عام (١٣٦٩ه) درس على الشيخ إبراهيم بن محمد العمودي -رحمه الله- قاضي صامطة في ذلك الوقت كتاب إصلاح المجتمع، وكتاب الشيخ عبدالرحمن بن سعدي -رحمه الله- في الفقه المرتب على صيغة السؤال والجواب واسمه: (الإرشاد إلى معرفة الأحكام). كما درس على الشيخ على بن الشيخ عثمان زياد الصومالي بأمر من الشيخ عبدالله القرعاوي في النحو كتاب (العوامل في النحو مائة) وكتب أخرى في النحو والصرف. وفي عام (١٣٨٤ه) حضر في حلقة الشيخ الإمام العلامة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- لمدة تقارب شهرين في التفسير في (تفسير ابن جرير الطبري) بقراءة عبدالعزيز الشلهوب. كما حضر في العام نفسه في حلقة شيخنا الإمام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- لمدة شهر ونصف تقريبًا في صحيح البخاري بين المغرب والعشاء. وكان الشيخ يتمتع بدرجة عالية من الذكاء، وكان محبًا للعلم والعلماء، كان زاهدًا ورعًا لم ينصرف إلى الدنيا كانصرافه للعلم والتعلم والدين. عمل معلمًا في مدارس الشيخ القرعاوي، ثم عين مدرسًا في قريته النجامية، بعد ذلك نقل إلى قرية أبو سبيله معلمًا وإمامًا، ثم انتقل معلمًا بالمعهد العلمي صامطة. ثم انتقل إلى المعهد العلمي بجيزان مدرسًا هناك، وكان يشغل منصب واعظٍ ومرشدٍ في وزارة الشؤون الإسلامية. وعاد لمدينته صامطة، ودرس في المعهد العلمي هناك إلى أن تقاعد عام ١٤١٠ه. بعدها تفرغ الشيخ للتدريس في مسجده ومنزله كذلك وأُمر بالتصدر للفتوى من قبل الجهات الرسمية. وللشيخ -رحمه الله- آثار علمية كثيرة ومؤلفات منها: ١ أوضح الإشارة في الرد على من أباح الممنوع من الزيارة. ٢ تأسيس الأحكام شرح عمدة الأحكام طبع منه جزء صغير جداً. ٣ تنزيه الشريعة عن إباحة الأغاني الخليعة. ٤ رسالة الإرشاد إلى بيان الحق في حكم الجهاد. ٥ رسالة في حكم الجهر بالبسملة. ٦- فتح الرب الودود في الفتاوى والردود. ٧ المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال. توفي الشيخ أحمد النجمي في العشرين من رجب عام ١٤٢٩ ه في الرياض، ودفن في مسقط راسه بقرية النجامية فى محافظة صامطة. حضر وشيع جنازته جمع غفير من أبناء المنطقة وخارجها من مسؤولين ومشايخ وطلاب علم.