منذ الخطوة الأولى للملك عبد العزيز وشعبه قبل 121 سنة نحو توحيد المملكة وحتى اللحظة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وهذه الدولة تنتصر في كل الصراعات المريرة التي خاضتها مع جميع قوى الشر سواء كانت دول معادية أو تنظيمات وحركات ظلامية وما أكثرها. وفي ميادين المواجهات السياسية والعسكرية والأمنية لم تُهزم المملكة قط بفضل من الله، بل حققت نجاحات عالية وفي نفس الوقت لم تتوقف بها يوماً واحداً عجلة البناء والتقدم وتشييد المرافق والخدمات، وهذه الإنجازات لا تتم عادةً إلا في ظل نجاحات خارجية وداخلية على كافة الجوانب.
أما رعاية وخدمة الحرمين الشريفين وتوسعتهما وهندسة بُناها التحتية فهذه قصة اسطورية لم نتمكن حتى الآن من إبرازها بشكل دقيق ومكتمل أمام شعوب ودول العالم كما هي. ومؤلم أننا لم نستطع إعلامياً وعلمياً من تبيان البراعة السعودية في عمارة الحرمين وتوسعتهما التي تفوق في عظمتها ومشاريعها جميع عجائب الدنيا القديمة والحديثة، والمنصف يدرك أن هذا هو الواقع. ومع أن المملكة لا تبغي بعمارة الحرمين غير وجه الله وتعتبر ذلك أحد أهم واجباتها ولكن إبراز ذلك للعالم هو انتصار للصدق والعدل في وجه الزيف والتضليل الذي ينتهجه أعداء المملكة.
ادعوا شباب وفتيات المملكة الى قراءة التاريخ السعودي منذ فجر توحيدها في مرحلتها الثالثة الحالية ومعرفة ما عاناه اجداداهم الملك عبد العزيز المؤسس وشعبه الأول رحمهم الله.. وإذا لم يعرف الشباب أدق تفاصيل تاريخ بلاده ومسيرة اباءه وأجداده وحجم تضحياتهم فلن يعطي بلاده ماتستحق من التقدير والتضحيه. والشعوب التي لا تفهم أرضها وإنسانها يصبح إنتماءها هامشي وهويتها مضطربه.
إن معرفتنا لتاريخ بلادنا وعظمة حضارتها وحجم تضحيات مؤسسها وشعبه وثبات ملوكها في وجه الأعادي والجهل والتخلف ستمكننا بعون الله من الانتصار في الدفاع عنها في جميع المعارك التي لن تتوقف ضد الباطل وهذا قدر المملكة التي شرفها الله بالدفاع عن الحق. وقراءة الورق ليست هي الغاية بل القصد قراءة هذا الوطن منذ خلقه الله.