بقلم | فاطمة الجباري بالشهر الكريم تهنئكم .. الأنثى في شهر الصيام شعلة من العطاء .. هي الأم والزوجة والبنت والأخت .. هي السعادة التي لا يعرف قيمتها إلا من حرم منها.. صانعة البسمة قاضية الحوائج .. هي الأم المرضعة والزوجة الوفية .. هي الابنة البارة والأخت العطوف.. تتنقل كالنحلة من هنا إ لى هناك .. عتابها بكاء وصمتها احترام.. تقضي الساعات الطوال في مطبخها لتفرح بكلمة طيبة.. هي تدرك تماماً متطلبات كل فرد من أفراد أ سرتها.. تعرف ماذا يحبون ؟ و ماذا يكرهون؟ وأيّ شيءٍ يرغبون ! تبادر وتشارك وتطهو بيدها أ لذ ّ الطعام .. هي العابدة الزاهدة التي ترى في عملها هذا إحسانًا .. وتنتظر الثواب والجزاء من الرحمن المنان.. تلك (الدور) التي فيها أم مازالت بأمان وتشعر بالحنان.. في كل عام يأتي علينا وقد غيّب الموت بعضاً من الأحباب.. ليغيب معهم شيء من أ رواحنا و إ ن ْ بدت تعيش وتسير على الأرض.. هلّا استشعرنا نعمة وجودهن إ كراماً وبراً وإحساناً وعطفاً وحناناً .. فالفقد مؤلم موجع والذي يرحل لا يعود مثله مثل الأيام والشهور والأعمار.. أ تعجّب من بعض الرجال هداهم الله !! لا يعرف من القوامة غير الأمر والنهي.. ولا من الرحمة غير اسمها ولامن الشفقة غير وصفها.. تراه يدخل إ لى المنزل عابساً ناقماً ينتقد هذا وذاك .. يختلق المشاكل ويصعب الأمور.. ثم يتحجج بأنه يثور بسرعة لأنه صائم ! أما علم أنّ الصيام تهذيب وتأديب وليس سبًا وشتمًا وتعذيبا ! .. الصيام بالجوارح واللسان وليس فقط الامتناع عن الطعام .. أ لا راعيت شعور صانعة الطعام ! تلك الشمعة التي تحترق لتضيء لمن حولها الظلام.. هي صائمة مثلك وعليها العديد من المهام .. هي تضحّي براحتها وجزءًا كبير ًا من وقتها لتخدمك بما تستطيع.. إ ن لم تجد للشكر طريقًا فلا تؤذ ها بكثرة التدقيق.. قدوتنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام كان يقوم على خدمة أهل بيته.. هل أنت اعلى منه شأناً و أ رفع قدراً .. الأنثى في الشهر الفضيل تحظى بالأجور محتسبة .. فهي نور المنزل وبهجته و هي العابدة والأم والزوجة والا بنة والأ خت.. التي لولا وجودها في حياتك لم استمتعت بالحياة .. أ عينوها على الطاعة بتعاونكم وحبكم وعطائكم.. وأفيضوا عليها من عبارات الشكر والثناء بما تستحق , قبل الوداع عب ّ ر أديب العربية “مصطفى صادق الرافعي” عن إحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله: فديتك زائراً في كل عام تحيا بالسلامة والسلام وتقبل كالغمام يفيض حينا ويبقى بعده أثر الغمام وكم في الناس من كلف مشوق ٍ إليك وكم شجي ّ مستهام