قام عدد من المهتمين بالصحة والرياضة مساء أمس الأول بتنفيذ فكرة المشي الجماعي في أبها ضمن مبادرة مميزة من نوعها لشاب سعودي حيث أطلق مجموعة “مشاة الجنوب” للتوعية بأهمية المشي صحيا وللتشجيع على ممارسته. وانطلقت المجموعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تويتر وواتس اب منذ الأسبوع الماضي بعدد 40 مشاركا كبداية، فيما تم تنفيذ جدول المشي مساء أمس الأول انطلاقا من أبها. يقول صاحب الفكرة عبدالكريم العمري وهو شاب جامعي وموظف حكومي “أن الفكرة هي تأسيس فريق للمشي يضم جميع الفئات ( فوق 18 سنه) والاتفاق على مكان معين من خلال قروب الواتس على أن يكون مهيأ كممشى أو مخطط وذلك لمدة أربعة أيام في الأسبوع وممارسة رياضة المشي بشكل جماعي وبعض من التمارين الخفيفة للتسخين قبل البدء بالمشي. والفكرة تتمحور حول المشي في أماكن مختلفة في المنطقة بدأنا من أبها ثم أحد رفيدة وخميس مشيط وذلك بمشاركة أحد أفراد محمد ال جوبان رياضة الهايكنج مؤكدا أن المكان يتم الاتفاق عليه في القروب حاليا وبعد الانتظام سيتم عمل جدول أسبوعي محدد للعدد والأماكن. وعن السبب الذي دفعه لتنفيذ هذه الفكرة قال “الفكرة تراودني منذ سنة تقريبا وترددت كثيرا في طرحها بحكم طبيعة المنطقة ومناخها البارد معظم أوقات السنة وعزوف الأكثرية عن هذه الرياضة لكن كانت فكرة تكوين فريق صحي وواعي بأهمية الرياضة بشكل عام ورياضة المشي بشكل خاص كانت أقوى من أي عائق. وأضاف العمري أن مبدأ الفريق هو المؤازرة والتشجيع لبعضنا البعض ولكل من يرانا او تصله أخبارنا كي نكون عاملا محفزا على ممارسة الرياضة واتباع النظام الحياتي الصحيح كما أنه ارتبط اسم منطقة عسير بالسياحة فقط بالرغم من امكانية وتعدد الرياضات التي يمكن ممارستها في المنطقة كرياضة المشي والدراجات والتسلق وغيرها من الرياضات التي لا نرى سوى قليل من عشاقها وممارسيها. وعن طموحه وهدفه من ذلك أضاف العمري أن الفائدة الصحية لنفسي ولمن معي بالفريق هي أكبر هدف لي ثم أطمح بشكل كبير إلى نشر ثقافة أهمية المشي بالمنطقة مع توفر أكثر من ممشى تمت تهيأتها من قبل الأمانة والتي تستغل في تجمعات شبابية أو عائلية بلا فائدة وأريد أن تكون التجمعات بفائدة تعود على الفرد والمجتمع. وأوضح العمري أنه يود كذلك أن يرتبط اسم المنطقة بهذه الرياضة من خلال تفعيلها بشكل منتظم وليس فقط فريق لا يظهر الا أوقات الفعاليات الرسمية كالفرق التي تظهر في الأيام المخصصة للإقلاع عن التدخين أو يوم مرضى السكري ونحوها. وبين العمري أنه بدأ في تنفيذ الفكرة كبداية بمن هم مشجعين لها من زملاء العمل ثم بعد ذلك أسست حساب خاص بالفريق على تويتر ووجدت تفاعل لم اتوقعه وقروب الواتس حاليا يضم حوالي 40 شخصا. وقال “التجاوب كان إيجابيا بعكس ماكنت أتوقع وكأن الأغلبية كانوا بانتظار فقط من يأخذ على أيديهم للمشي يوميا بشكل منتظم مؤكدا أنه يريد أن يصل إلى الوقت الذي يجد فيه ثمرة هذه الفكرة تعود بالفائدة على كل من شاركني فيها وأصبح من أعضاء هذا الفريق. وعن رأيه في ثقافة المشي لدينا قال “ثقافة المشي مقارنة بما نراه بالخارج سيئة جدا فثقافة المشي ليست فقط في الرياضة بل في قضاء الأشغال اليومية وكلنا نشاهد أن الشعب لا يقوم بقضاء أشغاله إلا بالسيارة مهما كان قرب المكان الذي تتواجد حاجته فيه. أيضا هناك ثقافة التهيئة وهي أننا نرى للأسف بالممشى من يقوم بارتداء ملابس لا تمت للرياضة بأي صلة كارتداء الشماغ والثوب أثناء ممارسة الرياضة مما يعود عليه بالضرر وربما إصابة بسبب عدم الحرص على اللبس المناسب وهذا دليل على ضعف الوعي بثقافة المشي من كل جوانبها. وأكد العمري أن مثل هذه الأفكار لن تجني ثمرتها إلا بعد أن تدعم إعلاميا من الصحافة ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، متمنيا أن تجد فكرته قبولا أكبر خلال الأيام القادمة بإذن الله داعيا كل من يرغب بالمشاركة بالتواصل عبر حساب المجموعة في تويتر nmsheee_abha@