رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مساء اليوم الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، الذي ينظمه الأمن العام بالتعاون مع عدد من جهات وزارة الداخلية والوزارات الحكومية بمشاركة دولية وإقليمية ومحلية وذلك في فندق الريتزكارلتون بالرياض . ولدى وصول سمو ولي العهد مقر الحفل يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز مستشار سمو وزير الداخلية كان في استقباله معالي مدير الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج. ثم عزف السلام الملكي ، بعده صافح سموه عدداً من الأطفال. عقب ذلك تجول سمو ولي العهد في المعرض المصاحب للملتقى . وبعد أن أخذ سموه مكانه في المنصة الرئيسة بدىء الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم. ثم شاهد سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز والحضور فيلماً وثائقياً عن جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال ودور المؤسسات الحكومية والأهلية في مكافحتها . بعد ذلك ألقى معالي مدير الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج كلمة بين فيها أن المتأمل في تاريخ المملكة العربية السعودية يقف شاهداً على جهودها في خدمة السلام ونشر العدل والإخاء بين الناس ومحاربة الظلم والفساد بشتى صوره حيث سنّت الأنظمة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله التي كفلت حق كل مواطن ومقيم ليعيش بأمن وسلام وحياة كريمة ، مؤكدا دور المملكة الريادي في حماية حقوق الإنسان في شتى المجالات وعنايتها بحماية الأطفال بشكل خاص وإدراكها لخطورة استغلالهم أو الاتجار بهم بأي شكل من الأشكال. وأفاد معاليه أن الملتقى يشارك فيه نخبة من الخبرات البحثية والأكاديمية والأمنية والهيئات الدولية والجمعيات الوطنية المتخصصة كالشرطة الدولية “الانتربول” ، ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة المنظمة ، لوضع المشكلة تحت المجهر والوصول إلى رؤى واضحة المعالم لكيفية الوقاية منها وتأكيد أهمية تضافر جميع الجهود الدولية والإقليمية لمواجهة مختلف أشكال استغلال الأطفال عبر شبكات الانترنت ، مشيرا إلى أن تقنية الانترنت أصبحت واقعاً في حياة الناس لا يُستغنى عنها ، والجميع يعي أن هذه التقنية تصاحبها آثار عديدة أخطرها ما يتصل بالجانب الأمني نظراً لتهديدها المباشر للفرد والمجتمع . عقب ذلك ألقى سفير الأممالمتحدة مدير مكتب الأممالمتحدة الإقليمي لمكافحة الجريمة والمخدرات لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية القاضي الدكتور حاتم علي كلمة نقل في مستهلها تحيات معالي نائب الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس التنفيذي لمكتب الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات لسمو ولي العهد، وتقدير معاليه للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في مجال الأمن وحماية الإنسان وشراكتها الوثيقة مع الأممالمتحدة ، عبر وزارة الداخلية وقطاعاتها المتخصصة المختلفة ، في مكافحة الجريمة والمخدرات وتحفيز التعاون على المستويات الإقليمية والدولية. وأعرب عن الشكر باسمه واسم الفريق الإقليمي للأمم المتحدة لدول مجلس التعاون الخليجي لسمو ولي العهد على رعايته الدائمة لتلك المبادرات التطويرية الرائدة في مجال استشراف التحديات الأمنية المعاصرة ودعم سبل مواجهتها بأنجع الأساليب المستحدثة ووفقاً لمعايير الأممالمتحدة ، ولعل خير مثال هو توجيه سموه لقطاع الأمن العام بالمملكة لتنظيم واستضافة هذا المحفل الدولي لتسليط الضوء على هذه الخطورة المتنامية على الأطفال ، وهم عماد الأجيال القادمة ، بتسليط أسلحة الجرم الالكتروني وتسخير أنيابه المخترقة لأوصالنا لاستغلال الأطفال جنسياً . وقال إن الأممالمتحدة إذ تقدر لسمو ولي العهد وللمملكة مبادرتها باستضافة ملتقى الخبراء الدولي هذا وما يمثله من فرصة سانحة لتبادل الرؤى والخبرات ، وإذ تعتز بشراكتها وتعاونها الدائم مع مديرية الأمن العام في المملكة لاستمرار وديمومة شراكة الأمن العام الوثيقة في برامج الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة ، فإننا نجدد تعهدنا التام بتسخير كل ما لدى الأممالمتحدة من معايير وخبرات دولية متطورة وفريقها الإقليمي لخدمة مبادرات المملكة المستنيرة التي طالما أثرت الجهود الدولية والإقليمية لمنع ومكافحة الجريمة المنظمة والوقاية منها. وجدد شكره وتقديره في ختام كلمته لسمو ولي العهد وفريق عمل وزارة الداخلية في هذا الملتقى الرائع وخص بالشكر معالي مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج وفريق عمله على جهودهم المضنية في تنسيق وتنظيم هذا المحفل ، متمنياً للحضور التوفيق في مسعاهم ونقاشاتهم المثرية عبر محاور الملتقى المتعددة وصولاً إلى خارطة طريق وتوصيات ناجعة تدعمها الأممالمتحدة لمواجهة الاستخدام الآثم للانترنت في استغلال الأطفال جنسياً.