انتقلت المواجهات في ليبيا إلى العاصمة طرابلس،وذلك فور تهديد نجل العقيد الليبي معمر القذافي بحرب أهلية في البلاد، فيما سقطت عدة مدن ليبية بينها بنغازي وسرت بأيدي المتظاهرين إثر عمليات فرار من الجيش، في وقت أكد الاتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان أن حوالي 400 قتيل سقطوا منذ بدء الانتفاضة يوم الخميس الماضي. إلى ذلك، قال ناشط سياسي إن طائرات حربية تقصف مدينة طرابلس. وأوضح عادل محمد صالح الذي يقيم في طرابلس أن ما تشهده المدينة اليوم أمر لا يمكن تخيله فالطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر تقصف منطقة بعد أخرى بلا تمييز، وهناك عدد كبير من القتلى. وأضاف صالح الذي وصف نفسه بأنه ناشط سياسي أن القصف استهدف في بادئ الأمر جنازة. وقال إن المواطنين يموتون واصفا ذلك بسياسة الأرض المحروقة. ومضى يقول إن الطائرات تعاود القصف كل 20 دقيقة. كما أخلت الشرطة مدينة الزاوية (60 كلم غرب طرابلس) التي غرقت في حالة من الفوضى، كما قال عدد من التونسيين الذين وصلوا أمس من هذه المدينة إلى بنقردان التونسية القريبة من الحدود بين البلدين. وشهدت طرابلس اشتباكات عنيفة فجر أمس، أسفرت عن مقتل61 شخصا، عقب الخطاب الذي ألقاه سيف الإسلام القذافى. ونهب متظاهرون مبنى تلفزيون وإذاعة حكوميين في العاصمة حيث أحرقت أيضا مراكز للشرطة ومقرات للجان الثورية. وقال أحد الشهود إن "مبنى يضم قناة الجماهيرية الثانية وإذاعة الشبابية تم نهبه". كما أكد أحد سكان طرابلس أن مبنى "قاعة الشعب" الذي تجرى فيه غالبا الفعاليات والاجتماعات الرسمية تم إحراقه أيضا. وسمع إطلاق نار كثيف في العديد من أحياء العاصمة حيث دارت أيضا مواجهات بين متظاهرين موالين للنظام ومعارضين له. وأعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش في حصيلة جديدة أمس أن 233 شخصا على الأقل قتلوا في ليبيا منذ الخميس الماضي، مشيرة إلى أن 60 قتيلا سقطوا أول من أمس في مدينة بنغازي وحدها. وكان سيف الإسلام القذافي أكد في كلمة عبر التلفزيون فجر أمس أن والده سيحارب ثورة شعبية حتى آخر رجل، في محاولة لتهديد وتهدئة الناس. وقال "لن نفرط في ليبيا سنقاتل حتى آخر رجل وحتى آخر امرأة وآخر طلقة ولا يمكن أن نترك بلادنا". وأكد أن الشعب الليبي أمام خيارين إما الدخول في حوار وطني أو الاحتكام إلى السلاح إذا استمر الوضع كما هو في بلاده، وأنحى باللائمة على منفيين ليبيين في تأجيج أعمال العنف، مؤكدا أن ليبيا ليست مصر أو تونس وأن انتشار الفوضى سيكون أسوأ ألف مرة من البلدين. ودعا إلى البدء في حوار وطني بشأن دستور ليبيا، كما حذر الليبيين من خطر استعمار بلاده إذا لم تتوقف الاحتجاجات، مؤكدا أن الغرب لن يسمح بالفوضى أو تصدير الإرهاب أو إقامة إمارات إسلامية في ليبيا.