نظمت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض أمس، جولة لعدد من الإعلاميين من وسائل الإعلام المختلفة، داخل نفق مسار "الخط الأخضر" من قطار الرياض ( محور طريق الملك عبدالعزيز ) ، وذلك ضمن مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض، الذي يجري حفره عبر آلة حفر الأنفاق العملاقة، التي أطلق عليها سكان المدينة اسم ( ظفرة ). وبدأت الجولة في موقع إدارة المشروع على طريق العروبة بجوار قاعدة الرياض الجوية، بتقديم عرض مرئي للتعريف بالمشروع بشقيه القطار والحافلات، ومنهجية الهيئة في إدارة وتنفيذ المشروع، وتعريف بمكونات المشروع، كذلك شرح عن مسارات خطوط القطار الستة وأطوالها البالغة 176 كيلو متراً، ومحطاتها البالغة 81 محطة، إضافة إلى المحطات الأربع الرئيسية، وما يشتمل عليه المشروع من مواقف عامة، ومراكز للمبيت والصيانة والتحكم والتشغيل، وأعمال للتحسين العمراني وتنسيق المواقع على طول المسارات. كما جرى خلال الجولة عرض فيلم موجز عن سير العمل في تنفيذ المشروع، وأبرز الأعمال الجاري تنفيذها حالياً ، التي تضمنت امتداد مسارات شبكة القطار الستة والحافلات في مختلف أرجاء المدينة، وشملت المحطات الرئيسية، ومحطة الصالة الخامسة بمطار الملك خالد الدولي، ومركز التحكم والتشغيل، ومراكز المبيت والصيانة، إضافة إلى أعمال التسليح وصب الخرسانة للعديد من المسارات والجسور، وأعمال تحويل الخدمات، وتزويد المشروع بالطاقة الكهربائية. وبعد تقديم شرح مفصّل عن إجراءات الأمن والسلامة في المشروع، ارتدى الإعلاميون الأدوات الخاصة بزيارة مواقع العمل في المشروع، متجهين عبر حافلة إلى موقع انطلاق آلة الحفر العملاقة (ظفرة) الواقع بجوار دوار قاعدة الرياض الجوية ، الذي يبلغ عمقه نحو 25 متراً تحت سطح الأرض. بعدها انتقل الإعلاميون عبر مقطورات خاصة إلى داخل النفق الذي تجاوز طوله حتى الآن، 1.6 كيلومتر باتجاه الجنوب ضمن مسار محور طريق الملك عبدالعزيز، والممتد من طريق الملك عبدالله بجوار مقر وزارة التربية والتعليم، حتى مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في وسط المدينة. وشاهد الإعلاميون خلال الرحلة مكونات النفق بعد الحفر، التي تشمل القطع الخراسانية المحيطة بجدار النفق الجاري تصنيعها خصيصاً للنفق في مصنع مجاور ضمن المشروع، إضافة إلى تمديدات الخدمات العامة وأنظمة السلامة والتكييف، والسير الآلي الذي ينقل تربة الحفر إلى خارج النفق. وفي نهاية الجزء المنجز من النفق، وصل الإعلاميون إلى موقع الآلة، مشاهدين مكونات الآلة العملاقة، ومعداتها الضخمة، وتقنياتها الحديثة، ووظائفها المتعددة، التي تتجاوز مهمة حفر التربة ونقلها، إلى تبطين جدار النفق، وبناء جدار من قطع الخرسانة داخل النفق، دون أن تحدث أية اهتزازات أو ضجيج على سطح الأرض. وتمثل الآلة (ظفرة) إحدى سبع آلات جرى تصنيعها خصيصاً للمشروع لاستخدامها في حفر أنفاق ثلاثة مسارات بطول إجمالي يبلغ 35 كيلومتراً، ويتراوح طول الآلة الواحدة، ما بين 90 و120 متراً، وتقدر كمية الحفر اليومية لكل آلة بما يعادل 50 شاحنة، كما يصل وزن الآلة الواحدة نحو 2000 طن، بما يعادل وزن أربع طائرات من طراز "جامبو 747" بكامل حمولتها.