تعرض رحيم سترلينج لسخرية من البعض بداعي أن شعوره بإمكانياته يفوق موهبته وهو ما جعله لا يحظى بشعبية كبيرة قبل انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم يوم السبت المقبل. لكن الأمر ليس كذلك بكل تأكيد بالنسبة لأي مشجع لمانشستر سيتي الذي جعل سترلينج أغلى لاعب إنجليزي على الإطلاق عندما دفع 49 مليون جنيه إسترليني (76.31 مليون دولار) لضمه من ليفربول. ولم يبرم سيتي صفقات ضخمة نسبيا في موسم الانتقالات لكنه ضم سترلينج - الذي وصفه بريندان رودجرز مدرب ليفربول بأفضل لاعب صاعد في أوروبا - وسط آمال بأن يمثل الرهان الفائز للمدرب مانويل بليجريني. وما يثير الدهشة أن سيتي أنفق هذا المبلغ الضخم على لاعب لم يسجل بعد أي هدف في دوري أبطال أوروبا ولم يفز بأي لقب كبير ولا يزال يحتاج إلى الكثير حتى يصبح من كبار نجوم اللعبة. لكن سترلينج سيمنح سيتي النزعة التي افتقدها في الموسم الماضي عندما تراجع خلف تشيلسي في الصراع على لقب الدوري وأخفق مجددا في ترك بصمة في دوري الأبطال. وفي الوقت الذي من المتوقع فيه أن يلعب سيرجيو أجويرو كمهاجم وحيد فإن السرعة الفائقة لسترلينج وقدرته على التحكم في الكرة سيساعد في إظهار مهارات ورؤية ديفيد سيلفا وسمير نصري وكذلك قوة لاعب الوسط يايا توري. وفي ظل وجود عدد من اللاعبين الدوليين أصحاب الخبرة فإن التركيز كله لن ينصب بشكل كامل على سترلينج كما كان حاله مع ليفربول في الموسم الماضي وبغض النظر عن القيمة الضخمة للصفقة فإن بوسعه أن يثبت نجاحه في الملعب عن طريق البداية القوية. وقال بليجريني "إنه يملك الكثير من الأشياء غير الموجودة في تشكيلتنا. إنه يمتاز بالسرعة الفائقة وأنا أثق في المستقبل أنه سيبرهن لماذا دفعنا هذا المبلغ لضمه." وإذا نجح سترلينج في التألق والظهور بنفس المستوى الذي ساعد ليفربول على احتلال المركز الثاني في الدوري موسم 2013-2014 وظهور إنجلترا بشكل قوي في كأس العالم الماضية بالبرازيل فإن ثقة بليجريني ستكون بالفعل في محلها. لكن في المقابل سيترصد آخرون لبليجريني إذا لم يظهر اللاعب بالمستوى المأمول خاصة أن الفريق خرج من الموسم الماضي بلا أي لقب كبير وأهدر عددا كبيرا من النقاط أمام فرق ضعيفة وهو ما جعل مهمة تشيلسي سهلة في إحراز اللقب. وسيمثل التفوق على جوزيه مورينيو واستعادة لقب الدوري الإنجليزي الأولوية بالنسبة لبليجريني لكنه تحدث أيضا عن رغبته في التقدم "مرحلة جديدة" إضافية في دوري الأبطال بعدما حقق الفريق أفضل نتائجه في المسابقة بوصوله فقط إلى دور الستة عشر موسم 2014-2015. وقال بليجريني "أنا متأكد أن فريقنا سيكون قادرا على المنافسة في كل المسابقات. أرى أن اللاعبين يتوقون للفوز بلقب آخر." وبعيدا عن سترلينج فقد أنفق سيتي 20 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع شابين إنجليزيين آخرين هما فابيان ديلف من أستون فيلا وباتريك روبرتس من فولهام وهو ما يؤكد محاولة الفريق التعاقد مع أبرز المواهب المحلية.