توقع محللون نفطيون أن تشهد أسواق الشرق الأقصى منافسة محتدمة بين منتجي النفط، بسبب ارتفاع الطلب فيها على منتجات الطاقة، وانخفاض الاستيراد الأمريكي. واعتبر المحللون تجربة النفط الصخري لم تنضج بعد، مشيرين إلى أن استمراره مرهون بالتوصل لتقنيات حديثة ورخيصة لاستخراجه حتى يستطيع الاستمرار في المنافسة في السنوات المقبلة في ضوء أسعار منخفضة. وحول هذا الموضوع، يقول الدكتور "إبراهيم عزت" المختص في الأسواق النفطية: إن تجربة الإنتاج الصخري لم تتبلور بعد، متوقعا أن تكون المنافسة ليس فقط بين النفط التقليدي والنفط الصخري بل بين وسائل الطاقة التقليدية والبديلة وتزايد الاعتماد عليها. وأضاف –وفقا ل"الاقتصادية"-: يجب الوعي بأن خريطة النفط العالمية تتغير تدريجيا بسبب تنامي إنتاج النفط في الولاياتالمتحدة ليصل إلى سبعة ملايين برميل يوميا إلى جانب التضاعف المستمر في إنتاج النفط الصخري الزيتي ليقارب 700 ألف برميل يوميا وهو ما يعنى أن الولاياتالمتحدة تتجه إلى الاكتفاء ذاتيا من الإنتاج النفطي وبالتالي تقلص أسواق الاستهلاك وهو ما يتطلب خفض الأسعار كإجراء طبيعي لمواءمة الظروف الجديدة. وأشار إلى أن المصدرين التقليدين للنفط إلى الولاياتالمتحدة مطالبون الآن بسرعة البحث عن أسواق بديلة، خاصة نيجيريا وأنجولا اللتين كانتا تعتمدان بشكل أساسي على التصدير للأسواق الأمريكية. وأضاف: أصبحت الولاياتالمتحدة مُصدّرا للمنتجات النفطية إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية ولا تستورد الخام من المنتجين التقليديين وتعطى أولوية للاستيراد من كندا، موضحا أن هذه متغيرات مهمة تجب دراستها لأنها ليست أمورا عارضة بل تغيرات جذرية في إنتاج وتجارة النفط في العالم. يشار إلى أن سعر مزيج برنت هبط إلى أدنى مستوى في خمس سنوات ونصف السنة مقترباً من 57 دولاراً للبرميل أمس الثلاثاء، بعد أن بددت الهواجس المستمرة من تخمة في الإمدادات العالمية التأثير الداعم للأسعار جراء المخاوف من تعثر إنتاج النفط الليبي. إلا أن توقعات بسحب 900 ألف برميل من مخزونات النفط الأسبوع الماضي في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم حدت من خسائر برنت. وكانت المخزونات قد ارتفعت إلى أعلى مستويات مسجلة في ديسمبر خلال الأسبوع المنتهي في التاسع عشر من هذا الشهر. كما انخفض الخام الأمريكي الخفيف في عقود فبراير 49 سنتا إلى 53.12 دولار للبرميل بعد أن نزل 1.12 دولار عند التسوية يوم الاثنين، حيث هبط الخام الأمريكي يوم الاثنين إلى 52.90 دولار للبرميل مسجلا أدنى مستوى منذ مايو 2009. وقال كين هاسيجاوا مدير مبيعات السلع الأولية في مؤسسة نيو إيدج جابان في طوكيو: لا بوادر على أي خفض في الإنتاج من جانب أوبك. وأضاف: قد يهبط برنت إلى 55 دولارا للبرميل، وقد ينخفض الخام الأمريكي إلى 50 دولارا للبرميل في مطلع العام المقبل. ووجدت أسعار النفط بعض الدعم في تعطل الإمدادات الليبية بعد أن تسبب القتال في توقف العمليات في مرفأي التصدير الرئيسيين السدر وراس لانوف، حيث تنتج حقول الخام الليبية المتصلة بميناء مرسى الحريقة في شرق البلاد 128 ألف برميل يوميا.