من المقرر أن يزور وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل العاصمة الروسية موسكو خلال الأيام القليلة القادمة، يلتقي خلالها نظيره الروسي سيرغى لافروف، والرئيس فلاديمير بوتين. ولم تستبعد بعض المصادر في الخارجية الروسية أن يتم خلال اللقاءات بحث الجهود التي تبذل لإخراج الأزمة السورية من مأزقها الراهن عبر جهود موسكو لعقد لقاء لممثلي المعارضة السورية تمهيدا لإطلاق جولة ثالثة للقاء جنيف بين النظام السوري والمعارضة. في حين ذهب بعض الخبراء إلى اعتبار أهمية هذا اللقاء كامنة في مساعي موسكو لإيقاف انخفاض أسعار النفط والعودة بها إلى المستوى السابق، ما قد يعني تسوية روسية-سعودية تستهدف التفاهم على الملف السوري مقابل تنسيق بين الرياضوموسكو في أسواق النفط العالمية لدعم أسعار النفط، التي يسبب انخفاضها عجزا في الميزانية الروسية، ويهدد بانهيار الروبل في سلة العملات الحرة. في هذه الأثناء، نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا تحلل فيه انخفاض أسعار النفط في الأسواق الدولية، وموقف المملكة العربية السعودية منه. تقول الفايننشال تايمز إن السعودية اتخذت موقفا محسوبا بدقة، رغم ما فيه من المجازفة، بدعمها انخفاض أسعار النفط إلى نحو 80 دولار للبرميل. ونقلت الصحيفة عن ديبورا غوردن، مديرة الطاقة والبيئة في برنامج كارنيجي، قولها إن دعم السعودية لانخفاض أسعار النفط، يسبب مشاكل لغريمتيها روسياوإيران. فأسعار النفط المنخفضة تؤثر سلبا على اقتصاد روسيا التي يتعرض لعقوبات أمريكية وأوروبية، بسبب موقف موسكو من الأزمة في أوكرانيا. وستتأثر إيران أيضا من انخفاض أسعار النفط، مما قد يجعل طهران، حسب الفايننشال تايمز، تتنازل في محادثاتها مع الغرب بشأن برنامجها النووي. وتتوقع الصحيفة أن تتحمل السعودية عبء انخفاض أسعار النفط، باستخدامها احتياطي العملة الصعبة الضخم الذي تتمتع به، لسد العجز في الميزانية. وفي الوقت ذاته، تضيف الصحيفة، سيكون انخفاض أسعار النفط بشير خير لاقتصادات الدول الأوروبية والصين، التي هي أكبر زبائن السعودية. وتهدف خطوة الرياض أيضا إلى إثبات دورها في سوق النفط الدولية، من خلال كبح جماح صناعة الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة، إذ أن انخفاض الأسعار سينعكس سلبا على هذه الصناعة الناشئة. ولكن الولاياتالمتحدة مرتاحة لهذا الموقف، لأن انعكاساته الإيجابية أكبر من انعكاساته السلبية، فهو بمثابة خفض للضرائب على المستهلك الأمريكي.