أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، أن حكمة الله وقدرته اقتضت أن جعل هذه البلاد موئل التوحيد وناصرة للعقيدة والدين وحاملة لقضايا الأمة في العالمين ولا غرو في ذلك، فهي قبلة المسلمين على منهج السنة والقرآن المبين، وأخذت على عاتقها نصرة قضايا الأمة الإسلامية في كل مكان إعمالا لأمر الله تبارك وتعالى "إنما المؤمنون إخوة"، وقوله تعالى، "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم", وقوله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى" . وقال الشيخ الدكتور السديس، لاشك أن ما حل بإخوتنا السوريين من جرائم نكراء وحوادث شنعاء وإبادة جمعاء تنم عن كوامن إرهاب وعنصرية وعدوان وظلم وطغيان لم يسلم منها صغير ولا كبير ذكر ولا أنثى, نساء رملت, وأطفال يتمت, وشباب قتلت وشيوخ فقدت, وأسر شردت, اهتز لها العالم بأسره في أعظم كارثة إنسانية في العصر الحاضر, ومن فضل الله ومنّته أن انبرى لها قادة هذا البلد المبارك كعادتهم في إيمانهم بقيم الحق والعدل ونصرة المظلومين منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله. وأوضح أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التزمت هذا النهج السديد وأخذت على عاتقها نصرة أشقائها في كل مكان وخاصة في بلاد الشام، لتؤكد تضامنها مع المضطهدين والمستضعفين من أبناء الشعب السوري الشقيق, لاسيما الأطفال المعوزين لما للطفولة المكلومة من أوضاع مأساوية وآثار إنسانية خطيرة. وأكد أن المملكة أطلقت حملتها المباركة تحت شعار "الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا"، بإشراف من الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية, المشرف العام على الحملات ولجان الإغاثة السعودية وتضامنا مع أبناء الشعب السوري وأطفاله، في إطار الدور الإسلامي والإنساني والشعبي للمملكة المتركز على القيم الإسلامية النبيلة وعاداته الأصيلة واستنهاضا لهمم المسلمين وشحذ عزائم المنصفين بما يتوافق مع دورها الريادي وعملها الإنساني في العالم الإسلامي على وجه الخصوص والعالم أجمع على وجه العموم.