يشتكي عدد من سائقي وسائل النقل المدرسي بفرشة قحطان من تأخر رواتبهم والتي امتدت لأكثر من أربعة أشهر، ما أدى إلى توقفهم عن نقل الطلاب إلى مدارسهم التي تبعد عن المنطقة عشرات الكيلومترات، حيث اضطر معظم الطلاب إلى قطع تلك المسافات مشيا على الأقدام في ظل وعورة الطرق المحفوفة بالصخور والأودية، حيث اضطر معظم الطلاب للتغيب عن الدراسة والتي وصلت نسبتها إلى 08 %، وذلك ريثما تجد إدارة التعليم في المنطقة حلا لعلاج المشكلة، فيما انتقد أولياء أمور الطلاب ذلك الغياب الذي اعتبروه مؤثرا للغاية في التحصيل الأكاديمي للطلاب. يقول المواطن حفاف سعيد أحد السائقين أنهم يعانون أشد المعاناة من تأخر رواتبهم، مبينا أنها تمثل مصدر الدخل الوحيد الذي يقتاتون به وأطفالهم، وأضاف: «نحن السائقون تقدمنا بمطالبنا إلى مكتب التعليم في مركز الفرشة بضرورة صرف رواتبنا إلا أننا ظللنا لأشهر دون أي حل كما أننا لم نجد حتى من يحدد لنا كم سيطول انتظارنا، بالرغم من أنهم (أي مسؤولي التعليم) يعلمون أننا لا نملك مصدر دخل آخر»، وزاد: «كما تعرفون بأن متطلبات الحياة اليومية أصبحت كثيرة وتكاليفها فوق طاقتنا في ظل غياب رواتبنا». أما المواطن أحمد طالع فيقول: «نعاني من تأخر الرواتب كثيرا ولا يوجد أي اهتمام من قبل الجهات المسؤولة بمتطلباتنا وشكاوينا، فنحن لدينا بيوت وليس لدينا دخل سوى هذه الوسيلة التي نعمل عليها ونحن مثلنا مثل أي مواطن موظف نتضرر من تأخر الراتب ليوم واحد فما بالك بأشهر متعددة». وأشار طالع إلى أنهم لم يتوقفوا عن النقل إلا بعد أن سئموا الوعود المتكررة في تصحيح أضاعهم وصرف مستحقتهم، وأضاف: «للأسف لم نجد التجاوب وهذا ما جعلنا نتوقف عن النقل وهذا الأمر ربما يعود بالضرر على الطلاب، حيث إن تغيب أبنائنا الطلاب في بعض القرى البعيدة سيؤثر بالضرورة على تحصيلهم الأكاديمي، وأرجوا أن يعذرنا أبناؤنا الطلاب لأننا لم نجد حلا آخر سوا هذا التوقف عن نقلهم، فنحن قد صبرنا لأكثر من خمسة أشهر ولكننا لم نجد حلولا تلوح في الأفق». وطالب طالع بضرورة تدخل إدارة تعليم سراة عبيدة في هذا الخصوص والعمل على إيجاد حل سريع لهم يقيهم شر الحاجة والسؤال بصرف مستحقاتهم المتأخرة والانتظام مستقبلا في صرف مرتباتهم الشهرية. ويشير المواطن علي راعي يحيى آل مشاثن إلى أن تأخر رواتب السائقين تسبب في حرمان أبنائهم الطلاب من الدراسة والتحصيل الأكاديمي، حيث تغيب الطلاب عن مدارسهم، مشيرا إلى معظم أبناء القرى البعيدة لم يتمكنوا من الحضور إلى مدارسهم، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى ارتفاع نسبة الغياب بشكل كبير، وأضاف: «عندما راجعنا إدارة التعليم وجدنا أن نسبة الغياب وسط طلاب مدارس تهامة قحطان وخاصة في الفرشة، وصلت إلى 80 في المائة، أما الذين حضروا فقد اضطروا إلى قطع مسافات كبيرة قادمين من القرى والهجر والأودية». وقال مشاثن: «إن توقف السائقين عن النقل لم يتم إلا بعد أن يئسوا من الحل»، مشيرا إلى أنهم انتظروا أكثر من خمسة أشهر متتالية، رغم الشكاوى المتعددة لمكتب مدير التعليم بفرشة قحطان ومخاطبات المواطنين المستمرة لحل الأزمة وصرف مستحقات متعهدي النقل، وأضاف: «كان كل ذلك دون جدوى أو تجاوب من قبل إدارة التعليم في سراة عبيدة ما أجبرهم على التوقف عن النقل». إدارة التعليم من جهته، قال مدير عام التربية والتعليم بسراة عبيدة الدكتور هشام عبدالملك الوابل إن السبب تأخير مرتبات السائقين يقع على المتعهد، مؤكدا أن إدارة التعليم ليس لها أي ذنب في كل ما يجري، وأضاف: «المتعهد بالنقل المدرسي (شركة أبو سرهد)، والذي تم التعاقد معه عن طريق الوزارة وهو الملزم بدفع رواتب ومتأخرات متعهدي النقل المدرسي وهو المعني بالنقل المدرسي والتعليم لم يكن لديه أي تأخير في صرف مستحقات عقود المتعهد، أما نحن فقد تم الرفع بمستحقات المتعهد الرئيسي ومسيراته وليس هناك أي تأخير من قبل التعليم».