أكد مختصون ومهتمون في سوق الدواء السعودي أن نسبة الأدوية المغشوشة في المملكة تكلف المستهلك خسائر مالية تقدر بحدود 1% من حجم سوق الدواء مضيفين أنها تنحصر في الأدوية الجنسية والنفسية. ولفت المختصون إلى أن الأدوية المغشوشة لم تخترق سلسلة التوريد النظامية في المملكة كاشفين النقاب عن ان دولتي الصين والهند تتصدران الدول في حجم الأدوية المغشوشة، في حين تصل نسبة الأدوية في الدول الأفريقية 30% وتتركز في علاجات مرض الملاريا. وقدرت ورشة عمل الغش في الدواء التي أقيمت اليوم على هامش فعاليات المنتدى العربي الثالث لمكافحة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية الذي تستضيفه مصلحة الجمارك السعودية على مدى ثلاثة أيام في الرياض، عائدات الأدوية المقلدة على مستوى العالم ما بين 32 و46 مليار دولار سنويا، متوقعين أن تصل إلى 75 مليار دولار خلال الأعوام القادمة. وأوضح الصيدلي عبدالعزيز الشردان في ورقة قدمها ان الغش في الدواء يعود إلى ضعف التشريعات والأنظمة والتقنيات والأدوات والمعايير التي تحد من الغش الدوائي، وضعف التعاون بين الهيئات المنظمة للدواء والجمارك والشرطة والممارسين الصحيين والمصانع والمستودعات وتجار الجملة والتجزئة، إضافة إلى التجارة غير المنظمة مثل البيع عن طريق الإنترنت أو النقل من خلال المناطق الحرة. وأضاف أن مكافحة الغش الدوائي ستكون فعالة في حال كانت التشريعات قوية والعقوبات صارمة، مما يتطلب جهود مكثفة وتعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص. ودعا الى إنشاء شبكة اتصالات رسمية بين الهيئة العامة للغذاء والدواء وشركات الأدوية وتشجيع شركات الأدوية على استخدام التقنيات الحديثة مثل RFID لتأمين سلسة التوريد وزيادة الوعي العام. وبين ان الهيئة قامت بتحديد11 منفذا لدخول الدواء حيث يتم سحب عينات من المستحضرات الصيدلانية للتحقق من جودتها وسلامتها وفعاليتها، حيث يبلغ مجموع الأدوية البشرية التي تم سحبها في المملكة للتأكد من جودتها 1578 مستحضراً دوائياً من عدة شركات. من جهته، قال مدير ادارة تطوير المنتجات والتشريعات الدوائية بشركة سبيماكو الدوائية الدكتور خالد الشمري إن تعريف المستحضر الصيدلاني أو العشبي المغشوش هو كل منتج تعمد تغيير محتواه أو هويته أو مصدرة بقصد الغش والخداع، وإن احتوى على المكونات نفسها، وهو يشمل المستحضرات ذات العلامات التجارية والجنيسة، ويعد المستحضر الصيدلاني أو العشبي مغشوشا إذا احتوى على مكونات خاطئة أو دون مكونات أو احتوى على مكونات غير فعالة أو مكونات فعالة غير كافيه أو عبوات مزيفة أو منتجات ملوثة. وأوضح أن هناك 16% من الأدوية المغشوشة في العالم تحتوي على مركبات دوائية خاطئة و17% من الأدوية المغشوشة في العالم تحتوي على كميات غير سليمة من المركبات الدوائية الصحيحة و60% من الأدوية المغشوشة في العالم لا تحتوي على أي مادة فعالة مطلقا.