لا يمنع الجدل الدائر بين انصار الكتب المطبوعة وانصار الكتب الرقمية في من عنده القدرة اكثر على الحياة وجذب القراء وفي ظل احتمالات إلا ينتصر احدهم على الاخر ، كان قرار جوجل بعمل اكبر مكتبة في التاريخ تضم ملايين الكتب لالآف المؤلفين تحت عنوان "جوجل بوكس" الذي يستند إلى فكرة إقامة قاعدة معلومات على الإنترنت لكل كتب العالم، وذلك بوضع ملايين الكتب على الإنترنت ،وهو القرار الذي عقدت جوجل في سبيله عدة اتفاقات منها تتضمن إتفاقية تضمن السماح بنشر كل الكتب المنشورة منذ 1923 وبدخول كل الكتب النادرة" التي لا اصحاب حقوق معروفين لها ، تكون جوجل قد نجحت في رقمنة 12 مليون كتاب . هذا وقد بذل جوجل مجهود كبير لاتمام مشروعها فقد رفع دعاوي قضائيةضده منظمات المؤلفين والناشرين في امريكا لوقوع ضرر بهم، وهو ما جعل جوجل تبرم إتفاق ينص على دفع 45 مليون دولار تعويضات للناشرين والمؤلفين الأمريكيين الذين وضعت مؤلفاتهم على الشبكة بدون تصريح، كما أقام جوجل صندوق رأسماله 30 مليون دولار لدفع تعويض لأصحاب الحقوق الذين يوافقون على أن تصبح كتبهم رقمية. وهو الاتفاق الذي وصفته النقابة الفرنسية للنشر بالاتفاق غير العادل وهو مادفعها للتقاضي قائلة: أنه يفضل ان يقتصر ذلك المشروع على الناشرين الأميركيين مع إمكانية مشاركة الآخرين به اذا رغبوا ، وفي نفس السياق كان هذا دافعا لإتحاد دور النشر الألمانية لإنشاء موقعاً الكترونياً يضم نحو 24 ألف كتاب رقمي، وتشارك في الموقع معظم دور النشر الألمانية الكبيرة وكان هذا هو نفس الاتجاه الذي اختاره أعضاء الإتحاد الأوروبي وذلك بالاعلان عن نيتهم في إنشاء مشروع مشترك بشأن رقمنة الكتب متحدياًَ خطة جوجل لإنشاء مكتبة رقمية شاملة شريطة أن يكون الموقع خاضعاًَ للحكومات الاوروبية وليس للشركات الخاصة. وكانت المخاوف من نجاح مشروع جوجل جعل أصحاب محركات البحث المنافسة لجوجل توجه التهم له بأنه يحاول استغلال هذا المشروع ليقبل على محركه الملايين بهدف قراءة تلك الكتب، متهمة إياها أيضاًَ بالإستهتار بحقوق المؤلفين ومحاولاته التلاعب بالإجراءات القضائية غير عابئة بحقوق النشر او خلافه. ومما يذكر في هذا الشأن اختلاف وضع الكتب الرقمية مقارنة بالورقية من بلد لأخرى، فمثلاًَ المانيا مازال الكتاب المطبوع فيها يحتل الصدارة والتي يثبتها أرقام بورصة إتحاد المكتبات الألمانية، حيث قدرت مبيعات الكتاب الإلكتروني في ألمانيا بنسب ضئيلة نسبياً، حيث تقل عن 1 في المائة، في حين أنها قاربت نسبة 5 في المائة فقط في الولاياتالمتحدة وهكذا فهي تختلف من دولة إلى اخري وان كان معني هذا ليس ان احدهم سوف يتصدر والاخر سوف يموت ولكن انهما سوف يظلا معا كخيارات متاحة امام القراء.