بعد القصة الأليمة والحزينة للشاب سلمان الشهري (مريض المجاردة) الذي وافته المنية مؤخراً، إثر معاناة طويلة مع مرض جلدي قاتل تابعتها (الجزيرة أونلاين) على مدى الشهور الماضية، يظهر لنا اليوم الطفلان مشاري وجنى اللذان اتضح أنهما يعانيان من المرض ذاته، والذي شُخص بأنه انحلال البشرة الفقاعي الذي يجعلهما في مواجهة الموت بين لحظة وأخرى، والذي أفادت الجهات المعنية بأنه لا علاج له داخل المملكة، في الوقت الذي يعجز والدهما عن توفير نفقات سفرهما للعلاج بعدما أثقلته الديون؛ ليدخل الطفلان ووالداهما في صراع مع الوقت؛ لإنقاذ حياتهما. بدأت معاناة مشارى وجنى منذ الولادة -بحسب تشخيص المستشفى العسكري في خميس مشيط-, ثم تطور المرض حتى أصبح والداهما غير قادرين على إلباسهما الملابس؛ خشية إصابتهما بالجروح التي لا تندمل نازفةً الدماء باستمرار. من جهته أوضح والدهما الذي يعمل في القوات المسلحة بخميس مشيط، أن هذا المرض يتطلب رعاية خاصة؛ ما اضطره إلى استئجار منزل وجلب المعقمات والمبيدات الحشرية يومياً، حتى أثقلت كاهله الديون التي تجاوزت (300) ألف ريال, وأصبح معها غير قادر على تلبية متطلبات أسرته, وغير قادر كذلك على البحث عن علاج لطفليه اللذين أفاده مستشفى القوات المسلحة في خميس مشيط باستحالة علاجهما داخل المملكة, في الوقت الذي لا يستطيع فيه تحمل نفقات وتكاليف العلاج خارجياً. وواصل حديثه: "تقدمت بطلب علاج لمستشفى الملك فيصل التخصصي فأفادني بعدم وجود سرير, كما رفض مستشفى القوات المسلحة في خميس مشيط تحويلهما إلى المستشفى العسكري بالرياض؛ لعدم وجود كفاءة طبية قادرة على النجاح في إيجاد العلاج المناسب". وناشد المسؤولين المعنيين إيجاد حل لمعاناة طفليه, مفيدا أنهما يتجرعان مرارة الموت في كل لحظة, وأنه لم يستطع تأمين العلاج المناسب لسوء أحواله المادية, مشيرا إلى أنه يواجه مأساة أخرى حيث تتسبب السيارة في تفاقم حالتهما؛ ما يضطره إلى نقلهما في حوض (سيارة وانيت) خشية إصابتهما بالنزيف.