كشفت دراسة أجرتها شركة عالمية أن 61 في المئة من السعوديين يعملون 3 ساعات يومياً خلال الإجازة الصيفية لإشباع إدمانهم للعمل. كشف استطلاع للرأي اجرته شركة ريجس العالمية، اكبر مزود لأماكن العمل المرنة في العالم واشتمل على مشاركة 16 ألف مشارك في 80 دولة، أن 61 في المائة من السعوديين سيعملون أثناء عطلتهم الصيفية لهذا العام بمعدل ثلاث ساعات يومياً كل يوم، بدلا من قضاء الوقت مع عائلاتهم وأصدقائهم، متجاهلين بذلك عائلاتهم لإشباع رغبتهم "المدمنة" للعمل، بحسب الدراسة التي وصفت هذه النتائج الأعلى عالمياً بال"المثيرة للقلق". ومع توفر الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المتنقلة والانترنت في أي مكان، أظهر الاستطلاع أن 51 في المائة من السعوديين لا يستطيعون التوقف عن العمل خلال الإجازة الصيفية من خلال استخدام الاتصالات الهاتفية اليومية وإجراء المراسلات البريدية، في الوقت الذي أكد فيه 16 في المائة فقط أنهم لن يعملون أكثر من ثلاث ساعات خلال اليوم. وأشارت الدراسة عالمياً، ووفقا لنتائج الاستطلاع، إلى أنه لن يكون باستطاعة أكثر من نصف العاملين في منطقة الشرق الأوسط 57% الاستمتاع أثناء أجازتهم الصيفية كما يجب، بل سيكون عليهم التكيف مع العمل ثلاث ساعات يومياً كل يوم، بينما سيستمر 24% بالعمل أكثر من ثلاث ساعات يومياً خلال العطلة. وتابعت الدراسة أنه ليس فقط عاملو الشرق الأوسط الذين يعملون بمعدل عال خلال العطلة، بل أن هناك الكثيرون ممن يلتصقون بهواتفهم الذكية وحواسيبهم المتنقلة، حيث قال 50% من المشاركين في الاستطلاع أنهم سيستمرون بالعمل مع تقليل نسبة العمل كالمعتاد، وأخذ إجازة من العمل ليس ضرورياً لتعزيز الروابط الأسرية والشعور بالاسترخاء فقط، ولكن الإجازة قد تحدد إن كان هذا العامل يشعر بصحة جيدة قادرة على الإنتاج أو عامل قد أجهزت عليه كثرة الأعمال، ومع التقارير المتزايدة التي تبين أن العقل الذي يقع تحت الضغط بشكل دائم يعتبر أرضاً خصبة من أجل مزيد من أعراض القلق غير الصحية، فإنه يبدو من المهم جداً للعاملين أن يتوقفوا عن العمل كل فترة لأخذ لكسر روتين العمل في المكتب. وقالت نائبة الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في ريجس السيدة جوانا بوشل: "إن التطورات التي تتم في قطاع التقنية تعني أن يبقى العاملون دوماً على اتصال مع أماكن أعمالهم ، وتغريهم للتحقق من بريدهم الالكتروني، وبالتالي إنجاز المهام التي تتبعهم أينما ذهبوا بسهولة، مع صعوبة إغلاق الأجهزة الذكية وأجهزة الحاسوب المتنقلة والانترنت، ولكن تبقى هناك حقيقة واحدة دائما وهو أن أخذ استراحة، وتخصيص وقت للراحة، مع العائلة والأصدقاء هو أمر حيوي لتبقى الصحة جيدة". وأضافت: "على الشركات أن تبحث عن طرق لزيادة الفاعلية والإنتاجية من أجل الحفاظ على طواقمهم من حمل المزيد من الأعمال على حساب أوقاتهم الخاصة، إذا ما أرادت أن التأكد من استمرار شعورهم بالسعادة والرضا والصحة وفي الوقت نفسه منتجين فاعلين". وأكدت أن اعتماد أسلوب العمل المرن سيقلل من أوقات التنقل والسفر، ويمنحهم الفرصة كذلك من الإقامة في أماكن قريبة على مراكز أعمالهم، كما أن معدل أداء الأعمال يمكن أن يصبح أفضل بكثير إذا ما أعطي العاملون الحق بإغلاق هواتفهم أثناء إجازاتهم.