خطبة عيد الفطر الماضي كانت على الصامت بعدما غيّبت مكبرات الصوت عن مصلى العيد بالفرعة أكبر مصليات المحافظة فاكتفى المصلون بمتابعة سبابة الخطيب عن بعد. لم تكن مكبرات الصوت هي المفقودة فقط، فقد فقدنا أيضاً محافظ المحافظة وبالتالي غاب كل المسئولين عن حضور صلاة العيد. أما عيد الأضحى فحضر المحافظ فحضر الجميع وحضرت فلاشات التصوير وحضرت صحيفة الرأي بعد غيبة، وفي خطوة غير مسبوقة على مستوى العالم أستخدم ولأول مرة مكبر صوت سيارة رجال الأمن في ضبط الصفوف وتسويتها، فقد لاحظ قائد سيارة الأمن المرابطة على المدخل الجنوبي بأن الصفوف وتدفق المصلين لم يكن بالشكل المطلوب في نظرة الثاقب فوثب كالأسد بسيارته "الحبة والربع" إلى وسط المصلى وأخذ يوجه المصلين عبر المكبر لتسوية الصفوف وملء الفراغ, فله منّا كمواطنين خالص الشكر ونحسب أن هذا التصرف عن حسن نية إلا أنه تسبب في ارتباك للحركة المرورية في المدخل الجنوبي بعد ترك مهمته الأساسية. نفس مكبر الصوت أو أخوه أو ابن عمه كان حاضراً وبقوة ملحوظة ولكن خارج المصلى وهذه المرة في مقدمة الموكب العظيم لمحافظ محافظتنا ومرافقيه ومسئِولي الإدارات, فقد جلب الانتباه هذا العسكري المتفاني في عمله بمحاولة إيقاف السيارات عن الموكب، فتارة يصيح على صاحب "الجمس" بالوقوف وتارة ينهر صاحب "الددسن" بإفساح المجال، ولكن محاولاته باءت بالفشل, فلا "سعيد" توقف ولا "غلام" فهم مقصده. ضوضاء وجلبة وصراخ والمسافة كلها "حذفة عصى" و "فركة كعب" وقد يكون المحافظ وغيره ليسوا براضين عن هذا السلوك. المواطنون متذمرون من غياب المكبرات الصوتية في يوم العيد "الصامت " فجاءهم الفرج بالمكبرات الثابتة والمتنقلة، وقد يأتي عيد آخر يختطب الخطيب عبر مكبر سيارات الدفاع المدني.