هذه رسالة اخوية الى كل مسلم يشهد بالله ربا ومحمد نبيا ويعيش بيننا ومعنا أخا نعمل معه لما فيه رفعة الدين وصلاح الاسلام والمسلمين كما في قوله تعالى (انما المؤمنون اخوة ) و قَالَ رَسُول ُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُل ُّالْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ". اخواني ان ما يحدث من أحداث في مجتمعاتنا وما يصاحبها من صراعات وتبعات تنبئ الى توجه المجتمع افرادا وجماعات الى الأخذ بأعمال الجاهلية والتمسك بالعصبية القبلية والتفاخر بالأحساب والأنساب مختارين الهوان على الرفعة بالإسلام راغبين في التوجه الى تحكيم الجهل والطاغوت والأعراف القبلية التي تنسجم مع اهواءهم وشهواتهم الشيطانية منسلخين من الانقياد لما يأمرنا به ديننا الحنيف من اخلاق اسلامية في التعامل بين ابناء الاسلام هذا الدين الذين جعلنا اخوة بعد عداوة وحقد خيمت علينا بضلال الجاهلية في عصور مظلمة زالت ببزوغ نور الدين الحنيف. قال تعالى : (( اذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها )) . الاسلام هو الذي جمع الفرقاء ( في الأديان والقبائل والأنساب والمسافات والطبقات ) في كافة الشعوب من امثلة ذلك ماحدث من تآلف بين المتحاربين في الاوس والخزرج الذين تحاربوا لأكثر من مئة سنة فقدوا خلالها الرجال والمال وكان البغض بينهم على أشده. ان من المؤسف له مانراه من التعنصر للقبيلة مهما كانت ضد اخوان لهم في قبائل أخرى بسبب امور تافهة اما لقصيدة شاعر او لنخوة بغيضة او لمسايرة وسائل الأعلام التي تسعى الى مثل هذه التفرقة وتشجيعها بالدعم المالي والمعنوي حتى اصبحت تنحت من اصولنا وثوابتنا وكأننا رضينا بالهوان على العزة بالإسلام قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من قاتل تحت راية عمية يدعو إلى عصبية أو يغضب لعصبية فقتلته ( بكسر القاف ) جاهلية ) اخواني ان التوجه الى أخذ الثأر من غير الجاني يعد من المصائب التى نهى عنها الاسلام وحذر منها وتدل على اعتناق دين الجاهليه بدلا من الاسلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : "لا ترتدوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض لا يؤخذ الرجل بجريرة أخيه ولا بجريرة أبية" ورأينا ان الغدر اصبح سائدا في مجتمعاتنا مما يتطلب نصح العقلاء لأبناء مجتمعهم وحثهم على الأخلاق الاسلامية النبيلة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيما مؤمن أمن مؤمناً على دمه فقتله أنا من القاتل بريء " اخواني نحن في حاجة عظيمة إلى الوئام وإلى تآلف القلوب وإلى تقابل الوجوه بالبسمة والصلاح والسلام بحب نابع من ثبات على الحق ولطف في القول والعمل وارتقاء في التعامل مع الآخرين بما يمليه علينا ديننا الحكيم وشرعنا المطهر الحكيم اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام وهدانا بالإسلام ورفعنا بالإسلام ووحدنا بالإسلام وأرسل إلينا نبينا عليه الصلاة والسلام , أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.