الدماغ القبلي بين مطرقة التعنصر و سندان التعليم نتعلم منذ صغرنا على العادات القبلية الاصيلة والتي تتماشى اكثرها مع تعاليم الدين الاسلامي الحنيف ، *ولكنها لاتخلو من نعرات جاهلية بغيضة وتطعيم في الوريد بمصل الاحقاد والضغائن التي انتشرت في وقت الجهل بين اجيال لم يستنيروا بعلم ناصع البياض بل ورثوه اجيالهم في فترات وجدت التشجيع من الجميع وقد تفاوتت درجات التشجيع فتكون المجتمع من طرفين لا ثالث لهما: 1. طرف متشدد لهذه العادات الجاهلية ويصرح بها في كل محفل ومناسبة دون اكتراث من احد. 2. طرف آخر نهل من العلم والثقافة ووصل الى درجات وظيفية مرموقة ولكنها ديكورية اكثر من كونها متاصله في وجدانه وللاسف لايطبقها في امور حياته وتعايشه مع اخوانه* بل تجده فقط متعلما في مقر وظيفته ولكنه ينزع هذا القناع المحترم عند خروجه. ايها القارئ الكريم عندما يجلس احد المتعلمين والمثقفين في مجالسنا فتجده يزدري اطراف اخرين ويذكر ان اجداده قتلوا اجدادهم واخذوا املاكهم وقد ينعت آخرين بأنهم صناع او لا اصل ولا فصل لهم وقد يمس اعراضهم دون حياء او خجل او خوف من الله ثم من الناس .... ان الدماغ لدى هذا المتعلم للأسف تاصلت وتمكنت منه ادوات التعنصر التي لم يستطع التعلم ان يذيبها او ان يمحوها من هذا الموقع الحساس لدى ابن القبيلة ولو كنا نرى هذه التصرفات من جاهل لكنا قدرنا له جهله. اليك هذه القصة والتي حدثت في عهده صلى الله عليه وسلم - عن أبي ذر رضي الله عنه قال : ساببت رجلاً فعيرته بأمه ، فقال لي النبي صلي الله عليه وسلم ( يا أبا ذر أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية ...... الى اخر الحديث .... *أخرجه البخاري. اذا نحن نتعايش مع الجاهلية في كل يوم وليلة لانه لايكاد يخلو مجلس من مجالسنا من الغمز واللمز والعير المتكرره للاخرين.حتى لايسئ فهمي القاري الكريم فانني لا ادعو الى حضارة ساذجة خالية من العادات القبلية الاصيلة التي شجعت على اكرام الجار وحماية عرضه وحماية الدخيل حتى يبلغ مأمنه وفعل كل فعل حميد نص عليه ديننا الكريم. اخواني مجتمعنا لايرحم احدا ولايشجع من يريد ان يعدل فيه بل يواجه المصلح المحتسب بجميع انواع الاحتقار والسب والشتائم الواضحة والخفية ،ولكن عندما يعلم من هذا منهجه بأنه يريد سلعة رب العالمين الغالية ولن يحصل عليها الا بالكفاح فانه سيستمر دون اكتراث من صغير او كبير. اضاءة ذات يوم قابلت احد الشباب الذين لهم سنوات معلما يعلم اللغة العربية فسألته لماذا لاتتحدث بها بين ابناء قبيلتك فقال لي ( تبغاهم يضحكون علي في كل مكان ) إلى متى نخاف من مجتمعنا وهو كذلك لا يتقبل التغيير. دمتم بخير