(اليوم الأول) تغرب شمس اليوم الأخير من شعبان فيسدل الليل ستاره بهدؤ ، تشرأب الأعناق نحو السماء وترتفع الأصوات الصادقة بحي على الفلاح وتتساءل النفوس والعيون هل دخل رمضان أم لا ، هل رأى احد بالأمس الهلال تختلط الأصوات بين من يؤكد عدم رؤيته ومن يقول لقد هلك من يومين فكيف لايكون غداً هو أول أيام رمضان ، يطول الحديث في صوح المسجد أو بالقرب منه تتوارى صفرة الغروب ويغيب الشفق الأحمر ، هل لديك رادي يابو محمد ؟ نعم عندي سوف أراقبه وأخبركم اذا أعلن مجلس القضاء الأعلى بدخول رمضان لكن اذا تأخر بعد العشاء فقد أنام وانتم انتبهوا فقد تسمعون صوت بنادق رمضان من أي جهه في طريب، ينصرف الجميع الى منازلهم وتضيء الفوانيس ولمبات الكازولين (القاز) ويخيم جوا من الترقب وكأن شيئاً ما سيغير الاحوال والظروف السيئة منذ عام ...... يقترب اذان العشاء ولكن تسبقه طلقات الرصاص العاقل المبشر بالخير يالله يالله رمضان رمضان رمضان دخل .... تصيب الجميع حالة ذهول وعصف ذهني سريع ثم تنسكب العبرات وترتفع التكبيرات ، ويستبشر الصغير ، وتغادر الام الى المحطابة لتقرب الحطب للسحور وعيونها مغرورقة بالدموع فقد عاد رمضان بعد غياب طويل وستحل بركاته وأهمها حبس شياطين الولي الجائر يالله ستخف المعاناة قليلا وسيرزقنا الله ببركة هذا الشهر ، ينام من استطاع النوم ، يقترب السحور ترى نور المصابيح تنبعث من نوافذ المنازل ومن الاسطح وتنقل نسائم السحر من حي الى آخر رائحة نار خشب الطلح الموقدة لإعداد طعام السحور ،،،، انه مشهد مهيب وأملاً بلاحدود يملأ افئدة الجميع ، تسمع اصوات الجيران ذكورا واناثا بالتكبير والتوحيد من القرى المجاورة فلا أصوات سيارات ولا مواطير كهرباء ولا ازعاج مكيفات يملاء الفراغ انه رمضان يملأ الارض والسماء ... قوموا للسحور الجميع يؤدي ركعتي الثلث الأخير والإله في السماء الدنيا يباهي ، تقترب الاسرة حول سفرة من الخصف وعليها صحن به خبز البر او العصيدة أو الرز ان توفر ، الاطفال تراهم يضعون ايديهم في الصحن وعيونهم نائمة ولكنه القسم الذي اقسموه على والدتهم ان توقضهم للمشاركة في السحور ، الجميع ينتظر الأذان ويخشى طلوع الفجر قبل الامساك ، الله اكبر الله اكبر ترتفع من كل صوب مسموعة بدون مكبرات الصوت،، تقام صلاة الفجر ،، وبعدها ينطلق الأب وإلام للعمل وينام الصغار الى ماقبل الشروق وتستمر الحياة بنشاطها وعملها وكبدها على أمل اللقاء على مائدة الافطار البسيطة بعد صيام يوم طويل جدا وكأنه بلا نهاية أو كأنه غائبا ينتظره الصغير قبل الكبير ولكن الفرحة بقدومه ليس لها مثيل انه رمضان زمان ......وتلك أيام خلت ..... ،، وكل عام وانتم بخير. عبدالله بن غانم العابسي