إن ما حصل مساء يوم الأربعاء من أحداث مثيرة و تطورات غريبة بعد مباراة النصر و التعاون كان أمرًا متوقعًا رغم أنه كان متأخرًا, فالأحداث التي صاحبت و أتت بعد إطلاق العريني لصافرة النهاية كان لا بد حدوثها, فما حصل من العريني لم يكن أمرًا طبيعيًا. العريني الذي جاء ليحكم المباراة ب( ألفي ريال ) هدم ما بناه سمو الأمير فيصل بن تركي ب( مئة مليون ريال ) على أقل تقدير, و هذا الأمر هو ما أثار أعصاب الأمير فيصل, فتخيلوا معي رجل يدفع من ماله الخاص أكثر من مئة مليون ريال في جلب لاعبين أجانب و محليين و كذلك طاقم تدريبي كامل و يتكفل برواتبهم و سكنهم و كل شيء كل ذلك من أجل المساهمة في رفعة الرياضة السعودية و تقوية المنافسة و خلق دوري قوي كبير مصنف كأقوى دوري عربي و آسوي, ثم تأتي صافرة ظالمة قيمتها ألفا ريال لتهدم كل شيء ! ما هو الشئ المنتظر بعد ذلك؟ الأمير فيصل هو أولاً و أخيرًا بشر, و البشر من لحم و دم و مشاعر حية و ليست مشاعر ميتة لا يثيرها الخطأ و لا تغضب في اللحظة التي يكون فيها الغضب مبررًا. عند متابعتي للقاء الأمير فيصل في الرياضية رأيت و لمست الألم الذي تجلى في تقاسيم وجهه, رجل يشعر بالقهر و الظلم من أناس لا يحملون أدنى معايير الحق و العدل, ماذا ننتظر منه بعد القهر الذي تعرض له و ما يتعرض له فريقه ؟ نحن لا نريد أن نخسر و لا تخسر الساحة الرياضية رجل مثل فيصل بن تركي.. فهو شخصية معروفة بالحكمة و التعقل و دائماً ينأى بنفسه عن الحديث عن التحكيم و عن الحكام في سبيل حفظ توازن الساحة الرياضية و كانت كلمته دائماً عندما يُسأل عن التحكيم ( لا تعليق ) محترماً بذلك الأنظمة و التشريعات, لكن عندما طفح الكيل واتضحت النوايا على حقيقتها و ظهرت على السطح فإن الرجل معذور إن انفلتت أعصابه و فقد توازنه و تصرف تصرفات ليست معروفة عنه سابقاً, فلأول مرة ينزل الأمير إلى وسط المعلب و لأول مرة يتحدث إلى الحكم بقوة و لأول مرة ينزع من رجل الأمن الكاميرا. كل ذلك يجب على العاقل المدرك أن يعرف أن وراء هذه التصرفات أمر يجب الإنتباه له و البحث عنه و معرفة الأسباب.. مسألة أن يوضع الأمير في جوف النار ثم يقال له لا تقل ( آه ) فهذه مستحيلة و لا يقبلها عقل.. فالأمير تم وضعه البارحة في نار القهر و نار الغبن, و النبي الكريم تعوّذ من قهر الرجال. و كلنا نتذكر عندما غضب الأمير على أفراد المنتخب السعودي و كيف خاطبهم بطريقة كلها غضب و قهر مما حسه و لمسه من مستواهم المتهالك, و كذلك عندما تملكه الغضب و هاجم محللي القناة الرياضية في ساعة كان معذوراً في وقتها و عندما عاد اليه الهدوء قام بالإعتذار اليهم. لا يجب أن نزيد النار جذوةً فنزيد غضب الأمير بقرار غير محسوب و قرار ارتجالي و نقوم بمعاقبته بغرامات و ما إلى ذلك - مع أنه يستطيع دفع قيمة الغرامة - فالقضية ليست في القيمة إنما في التوجه و التعنت في اتخاذ مثل هذه القرارات التي تزيد من قهر الرجال. لا نريد ان نخسر الأمير فيصل بن تركي و يكفي ما خسرته الرياضه من وجوه رياضيه كبيره في الساحه السعوديه سابقاً بسبب قرارات غير محسوبه بالشكل الصحيح كما حصل مع اللاعب الدولي صالح النعيمه عندما تم إبعاده بقرار ارتجالي من الساحه الرياضيه بسبب لحظة غضب و قهر كانت تنتابه في إستاد الملك فهد الدولي. و غيره من الرجالات الرياضيه الأخرى التي خسرناها بسبب الإرتجال في اتخاذات قرارات عكسيه. أتمنى من الرئاسه العامه لرعايه الشباب ان تعي و تعرف بأن دوري زين يعيش لحظة غليان كبيره بسبب بعض اللجان التي لا تعمل بالحق بل تتخذ المعايير و الأحكام الإزدواجيه و المتعارضه مع بعض الأنديه دون الأخرى. عليها أن تعي أنه يجب غربلة جميع اللجان و أن تتم الإستعانه بشخصيات غير سعوديه لتقود هذه اللجان, فالإنتمائات الرياضيه للجان الحاليه هي التي تسبب مثل هذه الأخطاء الفادحه و لا نريد ان نتحدث أكثر و اللبيب بالإشارة يفهمُ. للأمانه يجب ان تتم تغيير هذه اللجان و منع السعودي نهائياً من التواجد في أي لجنه رياضيه سواء لجنة الحكام او لجنة الإنضباط او ما شابهها.. حتى يكون العدل موجوداً, فإن نأتي بشخصيات غير سعوديه فإننا سوف ننهي قضية الإنتماءات الرياضيه في هذه اللجان. و سوف نبني لجاناً تعمل لخدمة النظام و ليس غير النظام. و ليس عيباً ان نستعين بخبرات عالميه في هذا المجال فهو أولاً و أخيراً يعتبر مجال رياضي و ليس مجالاً سياسياً او حتى اقتصادياً. اتمنى ان لا تأخذ القرارات الإرتجاليه دورها في زيادة الحنق الرياضي في نادي النصر, فيكفي الإداره انها قدمت الملايين و يكفيها ان هذه الملايين تم إحراقها بعود كبريت قيمته ألفين ريال.. كفايه خسائر. فبعد خسارة النقاط المستحقه لا نريد ان نخسر أمولاً او رجالاً. الأمير عندما عاد الى توازنه و هدوء أعصابه قدم اعتذاره لرجل الأمن و هذا من نبل أخلاقه و إحساسه بالمسئوليه لكن من يمر في مرحلة الغضب لا يجب معاقبته فالدين يمنع معاقبة الخارج عن الهدوء و من يعيش مرحلة الغضب و لنا في قضية طلاق الغاضب مثلاً..