لم يكن الزميل عدنان جستنية الأول و لن يكون الأخير , فالحبو الحافي إلى بيادر الشمس , هو الطريق الأسهل للتموضع في بيادر الشمس , فطابور الخلاص من الإنطفاء و الفاقة و الفقر , بدايته مرسومة عند بوابة مجد النصر , و نهايته تؤدي إما لمنصب أو لشهرة أو لمال و في الغالب للثلاثة معا ً , هذا الطابور الذي يعرف ذوي الفاقة بداياته و تعرجاته و نهاياته , يتعبأ منذ بداية الثمانينات الهجرية , يدخلون إليه مدفوعين بإلحاح الجوع و نوازع الذات و متهات الفراغ , لا يحملون معهم إلا الشتيمة و الإفتراء و الإستهزاء بالنصر و رجاله و نجومه و جماهيره , و يخرجون منه إلى المكاتب و المناصب و الرواتب , لا أريد أن أفتح ملفات خريجي طابور الشتيمة , لأن القائمة طويلة و ثقيلة و فاضحة , و حتى لا أقدم للنفوس الأمارة بالسوء نماذج إنتهازية يقتدون بها خصوصا و أن هذه النماذج تنعم الآن بالجاه و المنصب و الشهرة و النعيم الدنيوي , هذه النماذج المتسلقة ذات الأساليب الطفيلية , نبتت و إستعلت على أسوار كبرياء النصر , و يبدو أن دورة التسلق و التطفل قد عادت من جديد , كما تعود دورات الإقتصاد و المناخ و الموضة و غيرها و لكن الوصول للنهايات السعيدة لطريق الشتيمة يبدو أنه قد أصبح مسدودا ً بوعي المرحلة .. النصر المنكسر الذي كان يتلذذ أضداده بالشفقة عليه , يبدو أنه نهض من تحت رماد السنين , و هذا النهوض ستكون نتائجة مختلفة كليا ً عن سنوات عذابه لإقارنه في سنوات المجد , إبان جيل صانع المجد و رفاقه , فالواقع الآن يختلف عن واقع جيل ماجد , فاللعبة الإعلامية أختلفت معطياتها و أدواتها , و الواقع الجماهيري و تعاطيه مع كرة القدم لم يعد كما كان بالأمس , بل إن النصر الحديث يختلف كليا ً عن نصر الأمس من حيث مكوناته الفكرية و الفنية و المالية و الإدارية و الجماهيرية , و هذا الإختلاف لا يعني التقليل من زمن رواد المجد , زمن الأمير عبدالرحمن بن سعود و ماجد ومحيسن ويوسف و الهريفي و رفاقهم , بل هو إختلاف فرضته أطوار الحياة , التي أنصفت تغيراتها النصر و جماهيره إيما إنصاف , لذلك قد يكون زمن الوصول للنهايات السعيدة لدروب الشتيمة حيث المال و الأضواء و المناصب و المكاتب قد إنتهى .. إن أستمرت صحوة النصر , و هذا هو المتوقع إن شاء الله , بعد أن كسبت إدارة الأمير فيصل بن تركي كل الرهانات المستحيلة و التي قوبلت بالسخرية و التندر من الأخرين و شيئا ً من الشفقة من الأقربين , و لكنها ( أي الإدارة ) مضت في طريقها المرسوم و أستنبتت عملا ً خلاقا ً بدأت بوادر تسنبله مبكرا ً , لذلك سيكثر الملتحقون بطابور الشتيمة القديم , فسوف تصبحون على لغو شاتم و ترهات مريض , و تمسون على تهويمات جائع و إفتراءات كتبة المعارض في إعلامنا المريض , و لكني أتوقع أن جماهير الشمس الواعية و التي إستوعبت كل الدورس , سوف تضرب حصارا ً محكما ً من الصمت يحيط بالجائعين , و ذلك بعدم إستحابتها السريعة لنجدة كل جائع يتطاول على نصرها , و ذلك بترديد أسمه في المقالات و المداخلات و المنتديات , خصوصا ً و أن النصر بدأ يعيد ترتيب المشهد الرياضي , بعد أن أعاد ترتيب ذاته , و هذا لا يمنع أن يتم قمع من يتجاوز حده بطريقه موجهة و مركزة , تفضح من يمارس الحبو الحافي نحو بيادر الشمس , سعيا ً للبريق تحت وهجها للهروب من الجوع و الظلام و البرد . لافتة مغناة : تمهل أيها الحافي .. فحبوك لم يعد خافي .. تمهل قبل أن تبدأ .. بتخريف ٍ و إرجاف ِ .. تمهل قبل أن تبدأ .. بلا وعي ٍ .. بلا مبدأ .. تمهل لا تكن عبدا .. لذاتك أيها الحافي .