اشتعلت الساحة الرياضية مؤخراً بموضوع تجديد عقد اللاعب سعد الحارثي للنصر كون الفترة المتبقية عن دخول الستة شهور باتت قصيرة نوعا ما. الجماهير النصراوية انقسمت بين مؤيد للتجديد مع سعد مهما كلف من مبالغ وبين رافض للمبالغة في تقدير قيمة عقده مع عدم الممانعة في الانتقال لتوفر البديل. لكن الموضوع له أكثر من وجه على حسب المراقبين والذين يعتقدون إن رئيس الشباب خالد البلطان يريد رد الصاع صاعين لرئيس النصر فيصل بن تركي من خلال الشوشرة والعزف على وتر الرغبة الشبابية في التعاقد مع اللاعب النصراوي سعد الحارثي وذلك رداً على ما تردد عن محاولات فيصل بن تركي العام الماضي لضم أبناء عطيف وعبد الله الشهيل لصفوف النصر مما اقلق البلطان واضطر إلى المجازفة بمبلغ 36 مليون للإبقاء على الثالوث(أبناء عطيف والشهيل) وهو مبلغ تجديد عقودهم الذي اعتبرته الأوساط الرياضية مغامرة غير محسوبة . وبالتالي فإن الدخول في مفاوضات أو حتى بث إشاعات حول مثل هذه المفاوضات كفيل بتكبيد الخزينة النصراوية مبلغ كبير للإبقاء على سعد الحارثي للحيلولة دون انتقاله خاصة لنادي الشباب. من ناحية أخرى يرى قسم آخر إن الشباب في حاجة ماسة للحارثي يدعم الهجوم الشبابي من جهته وكذلك لجماهيريته الكبيرة من جهة أخرى ولا يخلو الأمر من منهج تحدي بين رئيسي الناديين. فيما يعتقد آخرون إن الحارثي ليس المهاجم الأول الذي تتسابق عليه الأندية والنصر ليس حريصاً على إبقاءه إذا ما طالب اللاعب بمبلغ كبير كونه لم يعد للتألق حتى الآن ولا يزال يبحث عن نفسه في خارطة المهاجمين والعودة للمنتخب والمنافسة على لقب الهداف. أما أكثر المتفائلين يعتقدون إن المفاوضات ستسمر فترة طويلة لكن النهاية معروفة ولن يرحل الحارثي لعدة أسباب أهمها انه يعرف أن جماهيرية الكبيرة لن تنساق خلفه في نادي آخر فهي مرتبطة بالنصر وكذلك مسألة التأقلم في نادي جديد ليست سهلة مع وجود مهاجمين كبار مع أنظمة صارمة تطبق في النادي الشبابي تحديدا أثارت بعض اللاعبين في بداية تطبيقها. إدارة النصر من جهتها تعرف قيمة الحارثي ولن تتنازل عنه بسهولة لكنها لن تغامر في مزايدات لو كسبتها معنوياً لن تفيدها فنياً. سعد الحارثي يرغب في البقاء نصراوياً ولا يرغب في الرحيل الا إذا ما تأكد انه غير مرغوب فيه بالنصر وهو الأمر الذي يجعل وكيل أعماله ذيب الدحيم يبذل جهد مضاعف لتهيئة أفضل الظروف للمفاوضات مع الحارثي خاصة انه حريص كل الحرص على مصلحة اللاعب ومصلحته كوكيل أعمال وفي حالة رحيل الحارثي لنادي منافس فإن وضع الوكيل سيتأثر بشكل أو بآخر بل وقد يصل الأمر إلى تأويلات وتفسيرات بعيدة عن الواقع وتفرضها العاطفة. ولكن القيمة النهائية لسعد الحارثي تتمثل في تاريخه مع النادي وجماهير النصر العاشقة وكذلك علاقاته المتميزة مع رجالات النصر وعشقه للنادي وموهبته الرياضية وكلها تصنع منه نجماً في أعين الجماهير ولا تريد إن تراه بألوان غير الأصفر والأزرق. والبعض يعتقد إن ما يحدث في موضوع سعد الحارثي ليس إلا مجرد تكسير عظام لإثبات قوة انتزاع لاعب من نادب او الحفاظ على لاعب في النادي وهذا ما يجعل الصورة ضبابية جدا فهل النوايا الشبابية حقيقة في انتقال الحارثي أم مجرد تعكير جو ومعاملة بالمثل كما يعتقد الشبابيون !! وعلى الجانب الآخر هل النصر متمسك جداً بالحارثي ولن يفرط فيه وما يحدث مجرد مناورة رياضية لجس النبض وتقييم الموقف ! وهل سيتسمر الحارثي نصراوياً ام يتحول شبابياً ام يرحل إلى جهة ثالثة لم تظهر على السطح بعد .