نحن نصدر إلى دوري أبطال آسيا, أندية فقدت معنى البطولة, وأعني بطولة الدوري أو غيرها من البطولات المحلية, وذلك حين نختار الأندية الأربعة الأولى من بطولة الدوري للمشاركة في أبطال آسيا. حين يأتي من يقول أن هذا النظام مطبق في أندية أوربا, فإننا نقول له أن أندية أوربا الأربعة الأولى التي تتأهل من كل دوري هي أندية بطلة, لم تفقد لذة البطولة ولا صعود المنصات. حين يسألني أحد هل تتوقع أن يحصد النصر بطولة آسيا هذا العام, أقول هذا أمر متاح , لكنه صعب جداً. والسؤال ذاته من الممكن أن نسقطه على أنديتنا المشاركة في آسيا العام الماضي عن الأهلي, والاتفاق. وجوابي هو الجواب نفسه. لكن هناك سؤال أكبر منه : لماذا وأنت نصراوي, تستبعد العالمي من الترشح للبطولة وتقول إننا نصدر الأندية غير الكفء محلياً إلى بطولة آسيا ؟ وأجيب, أنني لم أقل إن النصر غير كفء للبطولة, بل النصر هو عراب البطولة العالمي الأول في آسيا, إنما أنا أرمي إلى أن على الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يبادر للبحث عن الخلل الذي جعلنا نصدر إلى بطولة أبطال آسيا أندية غير بطلة خلال عشر سنوات مضت. بمعنى آخر : على الاتحاد السعودي لكرة القدم بقيادته الشابةالجديدة أن تبادر إلى دعم الدراسات العلمية للبحث عن مكمن الخلل الذي جعل البطولات السعودية خلال أكثر من 10 سنوات تنحصر في الثنائي الاتحاد, والهلال, مع دخول على استحياء من الشباب والأهلي (مرتين) والنصر (مرة واحدة). تذكرت أيام التسعينات الميلادية, وتحسرت على تلك الفرق , وذلك الدوري. في التسعينات الميلادية, كان الشباب بطلاً , وكان النصر بطلاً , وكان القادسية بطلاً , وكان الهلال بطلاً , وكان الاتحاد بطلاً , وكان الأهلي بطلاً , وكان الرياض بطلاً , وكان الاتفاق بطلاً. وقائمة الأبطال تلك أنتجت للكرة السعودية منتخباً بطلاً أكمل مشوار الأبطال الذين حققوا الآسيوية فاستمر بطلاً لآسيا, وإن لم يكن فهو الوصيف والرقم الثابت المتأهل لكأس العالم منذ 1994م وحينها قدم منتخب كل الأندية الأبطال أفضل لوحة سعودية في المحفل العالمي , بقيادة النصراوي ماجد عبدالله , ونائبه الشبابي فؤاد أنور , ومحور الارتكاز من نادي الرياض طلال الجبرين , ومدافعه الاتحادي أحمد جميل , وظهيره الأيمن الاتفاقي عبدالله صالح , والظهير الأيسر الأهلاوي محمد عبدالجواد, وحارسه الأمين من نادي الطائي محمد الدعيع , مهاجمه الأحدي حمزة إدريس ولاعبه الشاب الهلالي فهد الغشيان, وزميله الموسيقار النصراوي فهد الهريفي , وأسطورته المونديالي الشبابي سعيد العويران, وغيرهم كثير. هل رأيتم كيف أن منتخب كل الأبطال, لا يمكن أن يكون إلا نتاجاً لدوري, كل الأبطال, وليس دوري البطل الأوحد. قد يفهم هلالي ما, أنني أقول : أعطوا النصر بطولة الدوي, أو أعطوا الأهلي بطولة الكأس. لا.. إنني أقول : أتيحوا المجال لكل الأندية أن تتنافس يالجان الاتحاد السعودي لكرة القدم, اتركوا دعم الهلال من المكاتب, ومن المحاسب . اتركوا المنافسة تأخذ مجراها الطبيعي كي لا يدخل أي فريق في أي مباراة أمام الهلال وهو يضع بين عينيه إنه لن يفوز, وإن فكر في الفوز فستكون الصافرة الظالمة له بالمرصاد .. واسألوا الاتفاق حين فكر في ذلك وسجل هدفين في بداية اللقاء الماضي, عاقبه الحكم كثيراً حين جامل حارس الهلال ولم يطرده في لقطة تعتبر من أبجديات التحكيم لأي مبتدئ فضلاً عن حكم أجنبي يفترض أنه من النخبة, وكذلك في لقطة الختام حين صد الزوري الكرة بيده متعمداً. إن الهلال فريق بطل , ولذلك نقول يالجان الاتحاد السعودي اتركوا دعمه. لولا هذا الدعم, لم يكن أسامة هوساوي في الهلال الآن , ولولا هذا الدعم لم يكن عيسى المحياني في الهلال , ولولا هذا الدعم لم يكن نواف العابد في الهلال حالياً , ولولا هذا الدعم لم يكن ياسر في الهلال حالياً , ولولا هذا الدعم لم تؤجل مباراة الاتحاد مع الهلال في الدور الأول بسبب ضعف الهلال وإصابة لاعبيه , ولولا هذا الدعم لم تخفف عقوبة رادوي وتساوي بها عقوبة فيقاروا مع فارق الشبه بين المخالفتين, ولولا هذا الدعم لما رأينا الهلال متصدراً للدوري بهذا الفارق من النقاط. ثم نريد منتخبا بطلاً , ونريد دورياً يقال عنه إنه من أقوى الدوريات في آسيا, ثم نريد أن نحصل على لقب بطل أبطال آسيا ونتأهل لعالمية الأندية. ارفعوا أيديكم عن الهلال , وألحقو به بالشباب (ونتذكر جيداً حادثة ضربة الجزاء في نصف نهائي كأس فيصل أمام الفتح 1431ه), لتتساوى الفرص , وتخرج لدينا في كل سنة ثلاثة أندية أبطال تنتج لاعبين للمنتخب تعودوا على لغة البطولة وثقافة المنصات. - المحترفون الأجانب : في النصر, لم ينجح أحد سوى لاعب الكويت الشقيق بدر المطوع. والاتحاد يشارك النصر في المأساة, فلم ينجح أحد. وفي الشباب ربما نقول أن كماتشو وكيتا هما الأفضل, وفي الأهلي يبدوا أن فيكتور والعماني فقط, أما بقية الأندية فهي تهدر الأموال في حفر الماء. لاعبون أجانب دون المستوى منذ 1413ه , المشكلة تتكرر والفائدة لا شيء, والدليل أننا لم نرى أي لاعب سعودي جيد سئل ذات مرة فقال إنه استفاد في صقل موهبته من وجود محترف أجنبي في ناديه. - سؤال : هل هو مفروض من الاتحاد الدولي أن يستقدم كل نادي 4 لاعبين أجانب فرضاً قاطعاً ؟ أم أن الأمر بالخيار لكل اتحاد محلي إما أن يقره أو يرفضه؟؟ لو تذكرنا بداية مجد الكرة السعودية, فإننا حتما سنتذكر أنها كانت مع بداية قرار رفض الأحنبي والاعتماد على اللاعب المحلي 1402ه تقريباً, وأما قبل ذلك كنا نتذوق المرارة بالخمسة من نيوزلندا والكويت وغيرهما. - سؤال بريء : سئل نائب رئيس لجنة الحكام السابقة ذات يوم عبدالرحمن الزيد .. من يستقدم الحكام الأجانب .. ومن يختارهم ؟ قال نحن لا نتدخل في هذا القرار. - سؤال من مشجع : مالفرق بين الحكم المحلي والحكم الأجنبي طالماً من يستقدم الحكام , غير معروف ؟ ومن يختارهم لاتعرف معاييره ؟ وهل تتوفر الشروط في هذا الأجنبي وتنعدم في الحكم المواطن؟ أعيدوا لنا الحكم المواطن, ولكن بعد أن تحددوا له مرتباً عالياً يستلمه فور انتهاء المباراة, ويحافظ على هيبته من صحافة الميول , وتحفظ له كرامته قبل وبعد المباراة, وسنرى إن شاء الله دوري فيه كل الأبطال. - تمريرة ذكية : 1- عكوز بكوز في كل قناة مركوز, عفواً إنه ليس عكوز واحد , بل اثنان, أحدهما له منصب رسمي , والآخر يترزز ولا أعرف ما هي صفته التي يطل بها في كل قناة , إذ ليس لاعباً سابقاً ولا إدارياً في نادي, ولا حتى رئيس تحرير صحيفة أو صحفي في جريدة رسمية, بل هو محب وعاشق فقط سبحان الله, هل بهذه الإطلالة المتكررة سنرى جديداً يقدم ؟ 2- خسر النصر من السد القطري, وللحقيقة فالنصر قدم مستوى لابأس به في الشوط الأول, لكن في الشوط الثاني ضاعت هويته بسبب عدم ثقة لاعبي الوسط بمدافعيه الثقلاء, البطيئين الدوخي وبيتري وماكين, ولذلك تراجع الوسط لدعمهم فبقي المطوع وحيدا في مقابل دفاع السد, وضاعت الخطورة والتي كان أهم أسبابها تغيير السهلاوي المتحرك وبقاء سعد الحارثي بحالته البطيئة في تلك المباراة. 3- فاز الاتحاد الآسيوي, وحقق 90% من متطلبات التأهل للدور الآخر إن شاء الله, المطلوب من لاعبي الاتحاد الحرص على عدم الحصول على الانذارات في باقي المباريات. 4- كتبت قبل فترة أن مجموعة الهلال هي الأسهل وأنه سيهزم الجزيرة والغرافة بسهولة وسيتأهل, وأقول ربما يبتعد الهلال إلى أبعد من الدور الثاني لو تأهل متصدراً والله أعلم. 5- انظروا من ينافس الشباب, إنه نادي الإمارات متصدر المجموعة أ في دوري الدرجة الأولى الإماراتي, لكن كيف تأهل ؟؟ لأنه بطل كأس السوبر الإماراتي بفوزه العام الماضي على الوحدة بطل الدوري الممتاز الإماراتي, الفريق لا يقارن بالشباب لكن الفكرة الإماراتية لتقديم الأندية الأبطال لتلك المسابقة هي من تستحق النظر.