ما زلت عند رأيي أن معاناة الكرة السعودية في السنوات العشر الأخيرة كانت ولا تزال أكبر من أخطاء مدرب أو هبوط مستوى لاعب أو تحامل حكم. الأزمة إن جازت التسمية هي جزء من أزمة مجتمع، ثم ضبابية الرؤية، وضعف التخطيط، وغياب العمل الاحترافي الذي لا يرتهن للخصوصية السعودية! والوصف السابق أراه يلوح في الأفق من جديد، في ظل الصمت الرهيب تجاه عدم طرح منافسة نقل مباريات المسابقات الكروية، حيث يبدو أن هناك «خصوصية سعودية» تطبخ على نار هادئة لترسية المشروع على إحدى القنوات من دون أن تطرح المنافسة أمام الجميع، لنعود بذلك إلى الوراء عشرين عاما، حينها سيخرج علينا من يبرر الموقف بضيق الوقت، وكأننا لا نعلم بنهاية العقد منذ عامين! بالطبع هناك أصوات ظهرت وطالبت بحصر منافسة حقوق النقل على الشركات السعودية، وللأسف أن بعض هذه الأصوات هي أصوات رسمية وإعلامية، مثل الدكتور حافظ المدلج، الذي أتفق معه في كثير من أطروحاته خصوصا «الأخيرة»، لكنني أختلف معه في مطالبته بعدم السماح للقنوات الخليجية بنقل المنافسات لكي لا ينتقدونا! وهذا الموقف يعتبر خطأ فادحا من الدكتور حافظ، وهو الإعلامي والكاتب والأكاديمي الذي يجب أن يقف بقوة مع الحريات الإعلامية، لا محاولة تكميم الأفواه! ولكل من يقف موقف الضد من القنوات الخليجية الشقيقة، أود أن أذكر الجميع بأن النقل يخص كرة القدم فقط، ولا يخص جوانب أخرى يجب أن تكون محاطة بالسرية، هذا أولا.. ثم لا أذيع سرا إذا قلت إنه من الغباء في هذا العصر أن تحاول ممارسة سياسة التعتيم، فما سيطرح في القنوات الخليجية ويشاهده أغلب سكان العالم سيطرح في الفضائيات السعودية وسيشاهده الكل أيضا، بل بالعكس فالقنوات الخليجية قد تكون محترفة أكثر، وتجيد انتقاء ضيوفها ومحلليها ومعلقيها بصورة أفضل، يضاف إلى ذلك أن ال«يوتيوب» لا يقصر في فضح أي حدث خلال دقائق. الأمر الآخر هو: لماذا يخشى مسؤولو وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم أن تذهب حقوق البث إلى القنوات التي لا تخضع للوصاية، إذا ما كانوا جادين في تقديم عمل احترافي لا يشوبه تقصير أو سوء تخطيط؟ لماذا لا تتغير الظنون والهواجس لتصبح إيجابية؟.. ونقول «نريد أن تنقل جميع قنوات العالم الدوري السعودي لنروج لتفوقنا واحترافيتنا ونجاحنا، نريد أن يتأكد الكل أننا نعمل ونتطور». أعود إلى المهم، وهو أن تأخر طرح المنافسة يثير علامات استفهام كثيرة، وقد لا يكون المتسبب هو رعاية الشباب لأنه من النادر أن تعمل جهة ما ضد نجاحها، لكن صمت المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب يجعل الكرة في ملعبهم، وكل ما نريده هو توضيح رسمي من الرئيس العام لرعاية الشباب حول هذا الموضوع من حيث أسباب التأخير وعن مصدر الخلل ووقت طرح المنافسة، ومن المستفيد من هذا التعطيل.. ولكم تحياتي!