جدة أهلي وبحر.. هكذا صرخ صديقي الأهلاوي، وهو يرى جمهور الأهلي يردد نشيده الشهير في حضرة النصر! قلت إنها بداية لليلة فخمة فيها سيكون لكرة القدم «عقل ولسان»، وانهمر مطر الإبداع من كل حدب وصوب، وغردت دون أن أشعر: هل ما يحدث أمامنا في الدوري السعودي، أم أن الحدث سعودي والصورة أوروبية! الأهلي بدأ النبش وبدأت معه المدرجات تسلطن، فرددت: من بادي الوقت هذا طبع الأهلاوي، فقال آخر: سنين مرت ولا ندري عن الأيام! إنها أحد تداعيات حمى ليلة السبت التي تقاسمنا فيها كعشاق لكرة القدم بعضا من جماليات ذاك المساء الذي كان الأهلي وجماهيره يمضون معا على درب مجد يجب أن يعود. يعود. يعود! داني في أول طلة قال لم يزل هناك ما يبهج يا أهلي، وعبد الشافي أرهق دفاع النصر وهو المرهق! رئة الأهلي تيسير الجاسم غير ملامح الفريق حينما وضعه جروس في موقعه المناسب، ورددت له المدرجات: اعترف لك أني فعلا ما عرفتك، وتذكرت مع تلك الرسالة شيئا ما يربطني بتيسير نسيه لكنني لن أنساه! الدفاع بقيادة العملاقين أسامة ومعتز أثبت أنه الأفضل، في الرقابة، في التحركات، في الكرات العرضية، ودي أزيد، ولكن أخاف من الجمهور يقولون بغضب: امسك الخشب! عمر السومة يسجل هدفا خرافيا ربما لم يشاهده العنزي إلا بعد أن شاهد الإعادة، لكنه حقا هدف ثقيل من هداف خطير! النصر في الشوط الثاني حاول أن يكون بعد أن كان في الشوط الأول مستسلما للأهلي، ولكن في كرة القدم ليس كل من خاف من الهزيمة سلم منها! بقي أن أذكر أن الأرقام لا تحتاج إلى من يتخاصم حولها، ففي ملعب الملك عبدالله لم تزل الأرقام للأهلي، رغم أنف إعلام يحاول أن يكذب لعيون بعض الناس، أو مخرج رسب في ليلة أبها المجانين! كرة بين الكبير وداني انتهت بهدف، لكن الجمال طار به زامر الحي المعلق الغامدي الذي أطرب الكل! ليس بعد، يا أهلي، فهذه مجرد ثلاث نقاط، لكن تلك هي المستقبل، أعني مستقبل العودة للمنافسة على دوري يحتاج مزيدا من الروح ومن العمل ومن العزم! نقاط الرائد أرى أنها مهمة، والظفر بها يدخل الفريق أجواء البحث عن لقب تمرد على الأهلي كثيرا! السطر الأخير: أثبت سعيد المولد أنه ابن الأهلي، ويجب أن لا يغادر الأهلي، نعم يجب أن لا يغادر الأهلي، فثمة ما يدين وكيل أعماله يا لجنة الاحتراف! عن عكاظ