تتجه الانظار الى العاصمتين القاهرة وياوندي حيث تقام قمتان ساخنتان الاولى بين مصر وتونس، والثانية بين الكاميرون وساحل العاج في الجولة الثانية من الدور الحاسم المؤهل الى نهائيات كأس امم افريقيا 2015 لكرة القدم. ولا تختلف مواجهتا جنوب افريقيا-نيجيريا حاملة اللقب، وتوغو-غانا عن سابقتيهما خاصة وان اطرافها لهم صيت وباع طويل في الاعراس القارية وجميعها تذوقت طعم التتويج باللقب باستثناء توغو وهي تسعى الى التواجد في العرس القاري المقرر في المغرب بين 17 كانون الثاني/يناير و8 شباط/فبراير 2015. وتسعى المنتخبات الثمانية الى الفوز كي يؤكد بعضها نتائجه الايجابية في الجولة الاولى، فيما تسعى اخرى الى التعويض بعد النتائج المخيبة في نهاية الاسبوع الماضي في مقدمتها مصر التي انهزمت امام مضيفتها السنغال، ونيجيريا حاملة اللقب التي خسرت على ارضها امام الكونغو برازافيل، وغانا التي سقطت في فخ التعادل على ارضها امام اوغندا 1-1. ويتأهل الى النهائيات صاحبا المركزين الاول والثاني في كل مجموعة بالاضافة الى صاحب افضل مركز ثالث في المجموعات السبع. في المباراة الاولى، سيكون ملعب القاهرة الدولي مسرحا للقمة العربية التقليدية بين مصر وتونس ضمن منافسات المجموعة السابعة. ويسعى الفراعنة الى استغلال عاملي الارض والجمهور لتحقيق الفوز الاول وانعاش امالهم في التواجد في العرس القاري الذي يغيبون عنه منذ تتويجهم باللقب الثالث على التوالي والسابع في تاريخهم عام 2010 في انغولا. ووافقت وزارة الداخلية المصرية على زيادة عدد المتفرجين الذين سيحضرون المباراة في ملعب الدفاع الجوي الى 15 الفا. وكانت الموافقة المبدئية على حضور 5 الاف فقط، لكن الهزيمة امام السنغال صفر-2 في الجولة الاولى دفعت مسؤولي اتحاد اللعبة لمخاطبة وزارة الداخلية لزيادة العدد دعما للمنتخب فى المواجهة الصعبة مام تونس. واعلن مدير ادارة الاعلام في الاتحاد عزمي مجاهد انه تم الاتفاق خلال اجتماع بين قيادات وزارة الداخلية ومسؤولي الاتحاد ورئيس لجنة الاندية مرتضى منصور، على بيع تذاكر المباراة بالرقم القومي، فضلا عن اجراء تفتيش ذاتي على الجماهير. ووضعت وزارة الداخلية اشتراطات من أجل خروج المباراة بالشكل اللائق أهمها منع دخول الشماريخ والألعاب النارية. وتعاني الكرتان المصرية والتونسية في الاعوام الاخيرة من غياب الجماهير بسبب الاوضاع الامنية التي يعيشها البلدان بعد الثورتين المصرية والتونسية. وتعول مصر بقيادة مدربها شوقي غريب على نجم تشلسي الانكليزي محمد صلاح للظفر بالنقاط الثلاث والتمركز على السكة الصحيحة وان كانت المهمة صعبة امام تونس التي تسعى الى الفوز الثاني على التوالي بعد الاول بشق النفس على بوتسوانا عندما حولت تخلفها صفر-1 الى انتصارا 2-1. والتقى المنتخبان 3 مرات في التصفيات القارية فكان الحسم لصالح تونس في الاولى عام 1978 (2-2 و3-2)، ولمصر في الثانية عام 1984 (1-صفر، صفر-صفر)، وانتهت الثالثة بتعادلهما 2-2 ذهابا وايابا وتصدرت مصر المجموعة وبلغت النهائيات. وفي المجموعة ذاتها، تحل السنغال ضيفة على بوتسوانا في اختبار لا يخلو من صعوبة بعد الاداء الجيد لاصحاب الارض امام نسور قرطاج في الجولة الاولى. وفي المباراة الثانية، يلتقي المنتخبان الكاميروني والعاجي في مواجهة ساخنة على ملعب ياوندي ضمن المجموعة الرابعة. ويطمح المنتخبان اللذان مثلا القارة السمراء في كأس العالم الاخيرة في البرازيل، الى تأكيد انتصاريهما في الجولة الاولى: الكاميرون خارج قواعدها وفي غياب نجمها صامويل ايتو الموقوف محليا على حساب الكونغو الديموقراطية، وساحل العاج بقيادة مدربها الجديد الفرنسي هيرفيه رينار على ضيفتها سيراليون. ويملك المنتخبان الاسلحة اللازمة لحسم نتيجة المباراة وان كانت الكاميرون تملك الافضلية كونها تلعب على ارضها وامام جماهيرها. وفي المجموعة ذاتها، تلعب سيراليون مع الكونغو الديموقراطية في لوبومباشي. ونقلت المباراة من فريتاون بسبب وباء ايبولا في سيراليون. وتحل نيجيريا حاملة اللقب ضيفة ثقيلة على جنوب افريقيا بعد خسارتها المفاجئة امام الكونغو برازفيل 2-3 في الجولة الاولى. واثيرت شكوك حول حضور نيجيريا في كايب تاون لخوض المباراة بيد ان الاتحاد الافريقي هددها بالاقصاء من المسابقة في حال تم ذلك. وكانت نيجيريا انسحبت من كأس الامم الافريقية التي استضافتها واحرزت لقبها جنوب افريقيا عام 1996 بسبب احتجاجها على سياسة التمييز العنصري. وتدرك نيجيريا جيدا ان مهمتها لن تكون سهلة امام اصحاب الارض الذين ضربوا بقوة في الجولة الاولى بالفوز على مضيفهم السودان 3-صفر. كما ان جنوب افريقيا تريد فك النحس في مواجهاتها الست السابقة امام النسور الممتازة في تصفيات المونديال وكأس امم افريقيا حيث خسرت 5 مرات وتعادلا مرة واحدة، بل ان جنوب افريقيا لم تفلح حتى في هز الشباك النيجيرية. وفي المجموعة ذاتها، يخوض السودان رحلة شاقة الى الكونغو وهو مطالب بالفوز للابقاء على اماله في التأهل الى النهائيات خاصة بعد خسارته المدوية امام ضيفته جنوب افريقيا. وفي المجموعة الخامسة، يلتقي الجريحان توغو وغانا في مباراة قوية في العاصمة لومي. وكانت توغو خسرت امام مضيفتها غينيا 1-2، فيما سقطت غانا احد الممثلين الخمسة للقارة السمراء في العرس العالمي، في فخ التعادل امام اوغندا المتواضعة. وتملك الجزائر التي حققت انجازا تاريخيا في المونديال البرازيلي ببلوغها ثمن النهائي للمرة الاولى قبل ان تخرج بصعوبة وبعد التمديد على يد الالمان الذين توجوا باللقب لاحقا، فرصة تأكيد انطلاقتها القوية في التصفيات عندما تستضيف مالي على ملعب البليدة ضمن المجموعة الثانية. وضربت الجزائر بقيادة مدربها الجديد الفرنسي كريستيان غوركوف، بقوة بفوزها على مضيفتها اثيوبيا 2-1، وهي تستضيف مالي متصدرة المجموعة بعد فوزها على مالاوي 2-صفر. وطلب الاتحاد المالي من الاتحاد القاري نقل المباراة الى مكان آخر بسبب عدم توفر الامن في الملاعب الجزائرية عقب وفاة مهاجم شبيبة القبائل الكاميروني البير ايبوسيه السبت قبل الماضي متأثرا باصابة بحجارة القيت عليه من المدرجات اثر مباراة ضمن الدوري المحلي امام اتحاد العاصمة. وادت حالة الوفاة الى تأجيل الدوري الجزائري هذا الاسبوع الى موعد لاحق والى فتح تحقيق بالحادث. واعتبر الاتحاد الافريقي في رفضه طلب نقل المباراة ان الجهات الجزائرية اتخذت جميع الاجراءات الامنية لتأمينها. وهدد رئيس الاتحاد الجزائري محمد راوراوة جماهير بلاده بان اي تصرف غير لائق قد يؤدي الى خوض محاربي الصحراء لمبارياتهم من دون جمهور. والتقى المنتخبان الجزائريوالمالي 3 مرات في التصفيات الثارية وحسم عرب افريقيا المواجهتين الاوليين في صالحهم (1-صفر و3-صفر عام 1968، و5-1 وصفر-3 عام 1982)، فيما انتهت الثالثة بتبادلهما الفوز 1-صفر. وفي المجموعة ذاتها، تلعب مالاوي مع اثيوبيا. وفي باقي المباريات، تلتقي انغولا مع بوركينا فاسو الوصيفة، وليسوتو مع الغابون ضمن المجموعة الثالثة، وموزامبيق مع النيجر، والرأس الأخضر مع زامبيا بطلة عام 2012 ضمن المجموعة السادسة.