شئنا أم أبينا، وقبلنا أم رفضنا، ورضينا أم غضبنا، نحن على صعيد النقل التلفزيوني الرياضي "صفر على الشمال" بعد أن فقدنا زمام الأمور، وبعنا كل شيء. كنا نمتلك حقوق كأس العالم، وكأس القارات، وكأس العالم للأندية، وكأس أمم أوروبا، ودوري الأبطال الأوروبي، وكأس أمم آسيا، وكأس أمم أفريقيا، وغيرها من دوريات العالم الكبرى. كنا نمتلك كل ذلك كوطن عبر شبكة "ART" الخاصة والمملوكة لرجل أعمال سعودي أغراه الرقم المعروض عليه لبيعها فباعها واستبدلها ب"…."!. وهنا لا ألومه كتاجر رأى مصلحته فتبعها، ولكنني أحكي الواقع كما حدث، وإن كان من لوم فهو يقع على الذين كانوا قادرين على الشراء وقتها ولم يفعلوا، وقد كان هذا الأمر يحتاج إلى قرار من أعلى المستويات، يبقينا على هرم النقل التلفزيوني في الشرق الأوسط كاملا، ولا يحولنا إلى مجرد متفرجين على هامش اللعبة. كنا نملك كل شيء على صعيد النقل التلفزيوني، ولكننا فرطنا في كل ذلك ببساطة، في الوقت الذي كان فيه غيرنا يخطط بدهاء لخطف ما في أيدينا، وهو ما حدث مع الأسف الشديد. قنوات الجزيرة الرياضية "التي تحولت إلى قنوات bein" نجحت وتفوقت و"شالت البيعة" من شبكة "ART" الخاصة. وهنا الفرق.. فالجزيرة لم تكن قنوات خاصة على الإطلاق، ولم تكن تهدف إلى الربح المادي فقط، بل كانت تمثل توجه دولة تبحث عن احتكار رياضة العالم عبر قنواتها، وهو ما حدث، في حين أن شبكة راديو وتلفزيون العرب "ART" كانت تمثل توجها فرديا لا يهدف إلا إلى الربح المادي فقط لا غير، فكان من الطبيعي أن ينتصر التوجه العام على الخاص. لقد نجح الإخوة الأشقاء في دولة قطر بذكاء في الفوز بحقوق النقل التلفزيوني لجميع البطولات العالمية على مدى السنوات الخمس الماضية، وقد يمتد هذا الأمر لخمس سنوات مثلها على الأكثر، ولكن هل سيستمر هذا الوضع؟! في اعتقادي لا، فاللعبة للتو قد بدأت. قنوات ال"MBC" الرياضية التي انطلقت أخيرا، لا أظن أن هدفها كان احتكار الدوري السعودي فقط عند التفكير في إنشائها، وإن كان هذا هو الهدف منها فقط فإنني أطالبها بأن "تفووووووق" وتتفوق، فالمؤمل منها الكثير والكثير، وهو ما أتوقع بأنه لم يغب أبدا عن فكر صاحب القرار الذي جعلها تدخل المجال الرياضي من أوسع أبوابه بعد غياب طويل. يجب أن يكون الدوري السعودي هو البداية فقط لقنوات "MBC" وعليها أن تفكر جديا من الآن كيف تستعيد ما فقدناه من بطولات عالمية، فهذا هو النجاح الحقيقي لها، خاصة في ظل وجود قنوات منافسة قوية وذكية. نريد الرجوع مرة أخرى لقمة الهرم. نقلاً عن الوطن