أيام وينطلق مونديال كرة القدم من أرض المتعة الكروية البرازيل، سينطلق ولن يكون في ركبه سوى منتخب عربي وحيد هو الجزائر، وتواجد تحكيمي نتمنى أن يكون بارزاً وفاعلاً حيث ستكون البحرين متواجدة هناك ممثلة بالحكم الأساسي نواف شكرالله والمساعد الاول ياسر تلفت والمساعد الثاني ابراهيم سبت، فيما سيمثل الجزائر الحكم الاساسي جمال حيمودي والمساعد الثاني عبد الحق اتشيعلي، اما المغرب فسيمثله المساعد الأول روضان عشيق. التواجد العربي في المونديال الذي غالباً مانفرح به من اجل التواجد فقط لم يكن فاعلا ولا مرضيا بالشكل الذي ينم عن تطور الكرة العربية ولا عن ريادتها، ولا حتى ينم عن طموحها بالارتقاء باللعبة لتكون مدرسة متميزة ومنفردة كما حدث في بعض الدول الآسيوية المتطورة كاليابان مثلاً..! تواجدنا المونديالي العربي لم يكن سوى فورة نبحث عنها للتباهي وبعدها لاتستمر اللعبة ولا المنتخب طويلا، ولايتم استثمار هذا النجاح بالشكل الذي يتم البناء عليه من أجل الاستمرارية. وللدلالة على ما أقول دعونا نستعرض التأهل العربي للمونديال وبالأرقام سنجد ما يجعلنا نأسف على هكذا صعود (اللهم إلا من بعض الاشراقات ).وعلينا استخلاص العبر منها.. ثمانية منتخبات عربية شاركت في كأس العالم، أربعة منتخبات عربية إفريقية مصر وتونس والمغرب والجزائر وأربعة عربية أسيوية الكويتوالعراق والإمارات والسعودية . ولعبت 60 مباراة وفازت في سبع مباريات فقط علماً بأن من ضمن السبع المباريات مواجهة عربية خالصة هي التي جمعت المغرب والسعودية ! وخسرت 38 مباراة منها وتعادلوا في 15 مواجهة وفاز المغرب والجزائر والسعودية مرتين فقط وتعادلت تونس والمغرب أربع مرات وأكثر الفرق خسارة كانت السعودية بتسعة هزائم ونالت لقب أضعف دفاع عربي حيث استقبلت شباكها 32 هدفاً وكان العراق صاحب الهجوم الأضعف بهدف واحد، وأقوى هجوم للمغرب بإثني عشر هدفاً وأكبر فوز للعرب 0/3 للمغرب على أسكتلندا عام 1998م وأقسى هزيمة كانت 0/8 للسعودية من ألمانيا عام 2002 م . واستقبلت شباك المنتخبات العربية / 101 /هدف وأكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف سامي الجابر حيث سجل ثلاثة أهداف في ثلاثة مونديالات من أربعة لعبها كما أنه أكثر لاعب عربي شارك في أربعة مونديالات ومن المفارقات أن الأهداف الثلاثة كانت في شباك المنتخبات الإفريقية وهي المغرب وتونس وجنوب إفريقيا . والمغرب والسعودية هما الفريقان الوحيدان اللذان تأهلا للدور الثاني المغرب في 1986 وخرجت على يد ألمانيا 1/0 والسعودية 1994 وخرجت على يد السويد 3/1 . السعودية والجزائر هما الوحيدان اللذان خرجا من بطولة كأس عالم دون تسجيل أي هدف في تاريخ المشاركة العربية حدث هذا مع السعودية 2002 ومع الجزائر 2010. تلك هي أرقام مستقاة من المشاركة العربية في المونديال التي نمني النفس بأن تكون الكرة العربية أكثر حضورا وفاعلية، ولها هوية كروية متميزة، وأن تكون هناك إستراتيجية واضحة لها لهذا العمل الجبار الذي لايمكن أن يتأتى بالحماسة فقط، ولابد من عمل كبير حتى لو لم نحلم يوما بالحصول على تلك الكأس (مجرد حلم). بسام جميدة إعلامي رياضي سوري