خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق مباراة البرتغال مع هولندا في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية ببطولة الأمم الأوروبية الحالية "يورو 2012"، سأل أحد الصحفيين المدرب البرتغالي باولو بينتو متى سيبدأ النجم الشهير كريستيانو رونالدو في تقديم أداء مقبول بالبطولة. فقد بدأ اللاعب الشهير (27 عاما) مشاركته في البطولة الأوروبية الحالية بسجل تهديفي مذهل يضم 46 هدفا في 38 مباراة لعبها مع ناديه الأسباني ريال مدريد خلال الموسم المنصرم حديثا من الدوري الأسباني ولكنه مع ذلك قدم أداء مخيبا للآمال في مباراتي البرتغالي الأوليين بيورو 2012 حيث أهدر العديد من الفرص التهديفية الصريحة. وخلال المؤتمر الصحفي، تجنب باولو بينتو بدبلوماسية الإجابة عن السؤال، مؤكدا أنه راض بصفة عامة عن أداء فريقه وفخور به، وربما لم يجب بينتو عن هذا السؤال لأن الشخص الوحيد الذي يملك الإجابة الصحيحة عنه هو رونالدو نفسه. وهذا ما فعله مهاجم ريال مدريد تحديدا مساء أمس الأحد في مباراة البرتغال الثالثة الأخيرة بالمجموعة الثانية باستاد "ميتاليست" بمدينة خاركيف الأوكرانية، فقد كان أداء رونالدو المذهل الذي كلله بهدفين قادا بلاده للفوز على هولندا 2-1 وحصل بسببه في النهاية على جائزة أفضل لاعب في المباراة، كافيا لتوضيح السبب في أن هذا اللاعب هو الأغلى ثمنا في العالم منذ أن دفع ريال مدريد 80 مليون جنيه إسترليني (6ر131 مليون دولار) مقابل الحصول على خدماته من ناديه الإنجليزي السابق مانشستر يونايتد عام 2009 . كما يفسر هذا الأداء سبب وصف أسطورة الكرة الأرجنتينية دييجو مارادونا له بأنه "أفضل لاعب في العالم" قبل انطلاق نهائيات يورو 2012 بقليل. وقبل مباراة أمس، كان المنتخب الهولندي يعلم جيدا أنه بحاجة للفوز بفارق هدفين للمحافظة على فرصته في التأهل لدور الثمانية وبالفعل بدأ المباراة على صفيح ساخن، وتقدم لاعب الوسط رافاييل فان دير فارت، الذي لعب ضمن التشكيل الأساسي لهولندا أمس للمرة الأولى منذ انطلاق البطولة، لبلاده في الدقيقة 11 بتسديدة قوية من أطراف منطقة الجزاء، ولكن بعد هذا الهدف تقدم رونالدو إلى بؤرة الضوء حيث تعادل للبرتغال في الدقيقة 28 من تمريرة من زميله خواو بيريرا وبعدها سجل هدف الفوز للبرتغال في الدقيقة 74 عن طريق هجمة مرتدة رائعة مرر ناني خلالها الكرة إلى قائد فريقه في منطقة الجزاء الهولندية. وراوغ رونالدو الهولندي جريجوري فان دير فيل ليمنح نفسه الفرصة لاختيار زاويته المناسبة قبل أن يودع الكرة بسهولة في مرمى الحارس الهولندي مارتن ستيكيلنبرج، وقبل دقيقة واحدة على نهاية المباراة اقترب رونالدو من تسجيل هدفه الثالث باللقاء عندما ظهر فجأة على الجانب الأيمن من الملعب ولكنه سدد الكرة عاليا. وبعد المباراة رفض رونالدو أن تتم الإشادة به بمفرده حيث أشار إلى جائزة أفضل لاعب في المباراة التي فاز بها وقال :"لم يكن بإمكاني الفوز بهذه الجائزة لولا فريقي". وأضاف:"لقد نجحنا سويا كفريق واحد والآن تنتظرنا مواجهة جمهورية التشيك، ستكون مباراة بالغة الصعوبة ولكن كل شيء ممكن الآن". وأكد رونالدو في تصريحات سابقة للتليفزيون البرتغالي أنه يهدي هدفيه أمام هولندا إلى ابنه وقال: "إنني سعيد للغاية فاليوم هو عيد ميلاد ابني وقد أهديت كلا الهدفين له". فبعد انتهاء المباراة أمام هولندا توجه رونالدو إلى الكاميرات وأظهر قميصا تحتيا يرتديه وقد كتب عليه: "جونيور، والدك يحبك، عيد ميلاد سعيد". ولكن في الوقت الذي امتنع فيه رونالدو وحتى مدربه عن التعليق على أداء اللاعب مساء أمس فقد تكفل الهولنديون بذلك، وقال المدافع الهولندي خالد بولاحروز إن رونالدو ببساطة لاعب عالمي المستوى وقال:"بإمكانكم أن تروا هذا الأمر في الملعب، فمن الصعب إيقافه". بينما أكد بيرت فان ميرفيك مدرب هولندا أن رونالدو عاد بقوة بعد مباراتيه الأوليين في يورو 2012 وقال:"لقد انتقد بشدة عقب المباراتين الأوليين، ولكن الأمور سارت بشكل جيد معه اليوم وانظروا كيف لعب".