تحولت البرامج الرياضية عبر القنوات الفضائية مؤخرا الى ما يشبه منصات متحركة لإطلاق صواريخ من طراز تعصب وعنصرية لتأجيج الوسط الرياضي وزيادة الاحتقان في صفوف الشباب بزرع بذور الكراهية والعدائية. عندما يتخلى الإعلامي عن مهنيته وصدقيته وموضوعيته وينحاز لتعصبه المذموم وعنصريته المقيتة وتصفية حساباته الكريهة عبر وسيلته الإعلامية -أيا كانت- مقروءة أو مسموعة أو مرئية، فإنه يتحول الى معول هدم وسوسة تنخر في عقول وميول شباب الوطن يتلاعب بعواطفهم كيف يشاء وفق أجندة لا يهمها صلاح وتنمية شباب الوطن ورياضته وإعلامه. الشواهد عديدة .. فهذا مذيع يمرر عبارات عنصرية إرضاء لأحقاده الشخصية، وآخر ينتقي أسوأ اللاعبين السابقين ليثبتهم في برنامجه من أجل الاساءة لناد معين، ومدرب وجمهور محددين، وثالث لا هم له سوى توزيع الاتهامات بلا أدلة على مسؤولي رياضة الوطن من أجل انتقاص أدوارهم وشخصياتهم وتصفية حسابات قديمة. أما تلك القناة المتخصصة فهي لا تتورع في استضافة المطرودين من الإعلام أو الملفوظين من المدرج والمنتديات الرياضية، ليملأوا الفضاء صراخا ويلوثوه بعبارات واتهامات لا تمت للمهنية وأصولها ومبادئها بصلة. والسؤال الذي ينبغي علينا طرحه بعد كل هذا: من المسؤول عن مثل هذا الانفلات؟ وأين الرقيب والحسيب على مثل هكذا عبث زاد على حده قبل أن ينقلب لضده؟ من يوقف مثل هذه التجاوزات المضرة التي ستلقي بظلالها حتما على أمن مجتمعنا اذا لم نتدخل في التوقيت المناسب؟ مقالة للكاتب محمد العمران في جريدة اليوم