كانت كأس التحدي AFC في نيبال فرصة مثالية للمنتخبات النامية في آسيا لإبراز مدى التطور الذي بلغته، وهذا ما أثبتته بالفعل بعض المنتخبات حيث حققت قفزات كبيرة في تصنيف FIFA/Coca-Cola الشهري الأخير، وجاءت في طليعة اللائحة كوريا الشمالية التي سيطرت على البطولة بشكل كامل ونجحت بالتالي في الإحتفاظ بلقبها. وحصل المنتخب الكوري الشمالي على جائزة مضاعفة، في الواقع، لأن الفوز باللقب سمح له بإنتزاع بطاقة التأهل إلى كأس آسيا 2015 AFC وجعلت تشوليما يقفز 25 مركزا ليحتل المرتبة 86 عالميا، ليكون بالتالي ثاني أفضل منتخب يحقق قفزة كبيرة في أبريل/نيسان بعد تركمانستان. خاضت كوريا الشمالية غمار كأس التحدي وهي تسعى إلى التعويض بعد ان خرجت مبكرا من تصفيات آسيا المؤهلة إلى البرازيل 2014. فبعد ان اوقعته القرعة في مجموعة ضمت اليابان وأوزبكستان وطاجيكستان في الدور الثالث من التصفيات القارية، لم يتمكن الفريق الذي يشرف عليه يون يونج-سو من احراز سوى 4 نقاط فقط في أول 4 مباريات له ما جعله خارج دائرة المنافسة قبل جولتين من انتهاء التصفيات، ليصبح بالتالي المنتخب الآسيوي الوحيد الذي شارك في جنوب أفريقيا 2010 ولم يبلغ الدور النهائي من التصفيات. في النسخة الأخيرة التي أقيمت قبل سنتين ولأن الفريق الأول كان يستعد للمشاركة في كأس العالم، أرسلت كوريا الشمالية منتخبا شابا رديفا لكن على الرغم من ذلك خرج فائزا بركلات الترجيح على تركمانستان في المباراة النهائية. ووصل المنتخب الكوري الشمالية إلى كاتماندو عاصمة نيبال مصمما على استعادة هيبته وخاض البطولة بصفوف مكتملة. بقي نجم المنتخب الكوري الشمالي أن يونج-هاك الذي يلعب في الدوري الياباني وتحديدا في صفوف كاشيوا ريسول، مايسترو خط الوسط، في حين شكل الشابان باك كوانج-ريونج الذي يلعب في صفوف بازل السويسري، ويونج ايل-جوان أفضل لاعب ناشىء في آسيا عام 2010 رأسي الحربة. وكان قطب الدفاع قائد الفريق ري كوانج-تشون، في حين وقف ري ميونج جوك بين الخشبات الثلاث، علما بان الأخير تألق بشكل لافت وكان سدا منيعا عندما تخطى منتخب بلاده إيران والسعودية في طريقه إلى جنوب أفريقيا 2010. كونه يضم هذه النخبة من المواهب، لم يكن مفاجئا ألا تواجه كوريا الشمالية صعوبة في تخطي دور المجموعات. فقد تغلبت على الفيليبين وطاجيكستان بنتيجة واحدة 2-0، قبل ان تسحق الهند بطلة نسخة عام 2008 بنتيجة 4-0. ثم سجلت كوريا الشمالية هدفين من دون رد ضد فلسطين لتضرب موعدا مجددا مع تركمانستان في المباراة النهائية. كان منتخب وسط آسيا أول اختبار حقيقي لكوريا الشمالية لأن الأخيرة تلقت الهدف الاول في مرماها في البطولة وذلك بعد مرور دقيقتين على انطلاق المباراة بواسطة قائد تركمانستان بيردي شامورادوف. لكن يونج-ايل جوان سرعان ما أدرك التعادل لحامل اللقب في الدقيقة 36، قبل ان يهدر شامورادوف ركلة جزاء في الدقيقة 85، ثم سجل يانج سونج-هيوك من نقطة الجزاء هدف الفوز لفريقه. باك النجم الصاعد اذا كان جميع أعضاء الفريق لفتوا الأنظار كمجموعة، فان لاعب الوسط باك نام شول كان الأفضل بينهم حيث سجل ثلاثة أهداف واختير أفضل لاعب في البطولة. فبعد ان تألق في صفوف منتخب بلاده في المباريات الثلاث التي خاضها في نهائيات كأس العالم FIFA الأخيرة، استمر ابن السادسة والعشرين من عمره في التألق على الساحة العالمية بتسجيله الهدف الوجيد في مرمى طاجيكستان قبل ان يسجل هدف الفوز في مرمى اليابان ليحقق فريقه فوزين في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى البرازيل على الرغم من خروج فريقه منها. حافظ على مستواه الرائع في كأس التحدي AFC، ونجح في التسجيل في مباريات فريقه الثلاث في دور المجموعات حيث بلغ فريقه بسهولة الدور نصف النهائي. على الرغم من احرازه اللقب الآسيوي للمرة الثانية على التوالي، فان باك ما يزال يشعر بخيبة أمل كبيرة جراء فشل فريقه في التصفيات كأس العالم وقال "بالطبع أنا سعيد بعد ان تم اختياري أفضل لاعب في البطولة. لكن الأهم بنظري ان فريقي توج بطلا وتأهل إلى كأس آسيا المقبلة. بالطبع لا يمكن مقارنة كاس التحدي بكأس العالم، لأن البطولة الأخيرة تشارك فيها أفضل المنتخبات العالمية وبالتالي فان الأحاسيس مختلفة بالطبع".