في ديربي الرياض كسب الهلال فريق الأرقام الإيجابية وخسر النصر فريق الأرقام السلبية في الدوري كما أشرت في مقال أول أمس الأحد وأكمل الهلال تحية الدوحة بالهزيمة الثالثة بعد هزيمتي الشباب ونجران للنصر القادم من معسكر الانتصارت الودية في الدوحة وصعقه بهدف صاروخي في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني. ووضع الفوز الهلالي النصر على حافة زلقة وبات مركزه السابع في خطر بعد أن ثبت أنه غير قادر على كسره إلى مركز أفضل وكاد أن ينهي الجولة الثالثة والعشرين متدحرجا إلى الثامن لو لم يدرك الاتحاد التعادل مع نجران في الربع ساعة الأخيرة من الشوط الثاني ليبقى نجران ثامن الترتيب. ولقاء ديربي العاصمة الجيد فنيا من الفريقين خرج منه الهلال مرتاحا ومخففا من متاعبة الآسيوية على جماهيره والارتياح الهلالي جاء على حساب النصر المثخن بالجراح النازفة بلا توقف. وكان من الممكن لولا سوء التدبير الفني أن يخرج النصر بتعادل هو في أمس الحاجة إليه معنويا خاصة وأنه قدم مباراة حماسية جيدة ونجح في تهديد مرمى الهلال بكرات خطيرة كما هو الحال للهلال الذي كان الأخطر على المرمى النصراوي وتحديدا في الشوط الثاني المنضبط هلاليا وسط مقاومة نصراوية جادة عابها ضعف التنظيم في مهام اللاعبين. ويبدو أن مدرب النصر الكولومبي ماتورانا أراد إحداث تغيير في صفوف الفريق طمعاً في الثلاث نقاط بإخراج ثلاثة لاعبين كانوا يقومون بدورهم وأدخل ثلاثة تائهين أخلوا بتوازن الفريق بعكس مدرب الهلال التشيكي هاسيك الذي أتى تغيره بالنتيجة وهنا يكمن الفرق في القدرة الفنية في قراءة المباريات وفي الشوط الثاني (شوط العين الفنية). يبقى القول وقد قدر على النصر وجماهيره المعاناة من كل حدب وصوب وبات العماء الإداري والفني يقود الفريق من منحدر إلى مثله والدلالات على ذلك واضحة ولا تحتاج إلى بينة. ففريق في حجم النصر كيانا وجماهيرا أصبح في عهدة (مبتدئين) في علم الإدارة محيرين وفي اختيار اللاعبين الأجانب مجتهدين ومثلهم مدربهم بعجزه أو جهله في توظيف من يرجى منه نفعا مثل الجزائري بوقش وهو الذي قذف به على أطراف الملعب وجعله يركض ويتوه مع التائهين وكأنه لا يعرف أنه حول صندوق المرمى من الخطرين. ونتائج الفريق خير دليل على أن التخطيط السيء يقود إلى مثله وباتت الجماهير لوعود الإداريين غير مكترثة.. فلا أمل في إصلاح منتظر ممن قادوا الفريق إلى هذا المنحدر ولعل كبار النصر أدركوا الخطر. وتبقى إشارة فيها العجبان الأول قبل اللقاء في ربط الأمير الوليد بن بدر المشرف العام على الكرة النصراوية استمراره في العمل بالفوز على الهلال وحدث العكس وأعلن الملهم الإداري لانتصارات الدوحة والشاهد على الهزائم الثلاث المتتالية الأخيرة الاستقالة فضائيا. ويبدو أن الأمير الوليد أراد تجربة محفزات جديدة ظناً منه أن فيها تحفيزا للاعبين يجلب النصر وجاءت النتيجة بما لا يشتهي مخترع التحفيز الجديد والتحفيز من مثل هذه الأقوال الاجتهادية غير المحسوبة براء. والعجب الثاني قول الأمير الوليد إن عودته إلى قيادة الكرة مشروطة بنتائج إيجابية في المباريات الثلاث المتبقية من دوري زين، وكررالعبارة التقليدية إن إدارة الكرة لن تتأثر برحيله وكأنه ترك فريقاً يحصد النقاط. ويا ليت الأميرالوليد واجه جماهير النصر بالحقائق التي يعرفها وأربكت كل منظومة العمل لتكون جماهير العالمي على حقيقة تامة بما يجري في ناديها الذي ظل في معاناة طويلة كما لو كان يعاني من عقدة مستعصية على الإصلاح. ولو كان الأمير الوليد فعل وصارح الجماهير لوجد التثمين والتقدير خير له من استعراض إعلامي أعقب خسارة من منافس تقليدي.. ويحق للهلاليين إن أرادوا القول والمقال كتب بعيد المباراة أن صاروخ العابد طير الوليد رغم أنه كما يقول المثل الشعبي (ولم العصابة قبل الفلقة).