بعد أن واجه الكثير من الانتقادات، منذ تعيينه كمدرب للمنتخب السعودي، على طريقه اختياره للاعبين، وعلى أسلوب لعبه أحيانا، نجح (لوبيز كارو) في تحقيق الأهم، وتأهل بالمنتخب لنهائيات كأس اسيا بأستراليا . التأهل لم يكن أمرا سهلا، فالكرة السعودية تمر بمرحلة صعبة جدا، بعد الكثير من الاخفاقات التي لحقت بها في الفترة الماضية، كان آخرها الخروج من بطولة كأس الخليج (21)، التي أقيمت بالبحرين. ماحققه لوبيز حتى وإن لم يكن مقنعا للبعض، كان كفيلا بالرد على كل من شكك في قدراته التدريبية، وذلك بحصوله على العلامة الكاملة بعد الفوز الأخير للمنتخب على العراق، وإعلانه رسميا التأهل. لوبيز، حاله حال أي مدرب يشرف على تدريب منتخبنا، فهناك من يتفق عليه، وهناك من يختلف معه، ولن يسلم يوما من الانتقاد، حتى وهو يفوز؛ لأن هناك اشخاصا هوايتهم الانتقاد بداع وبدون داع. لوبيز في الفترة التي استلم فيها المنتخب، كان أشبه (بالملاكم) في الحلبة، في كل جولة يقف صامدا امام الضربات التي تأتيه من كل جانب، ولكنه بالخبرة والحنكة استطاع أن يفوز ويتأهل بالجولة المناسبة، وبالضربة القاضية. حالة الفرح الكبيرة التي عاشها المسؤولون، واللاعبون، والأجهزه الفنية، والإدارية، والطبية، والجماهير بعد الفوز على العراق والتأهل، كانت خير دليل وإثبات على أن الكرة السعودية تعاني كثيرا. لا أبالغ عندما أقول إنني صدمت من هذه الفرحة، وفي الوقت نفسه، لم استغربها؛ لأني كنت سابقا أشاهد هذه الفرحة عند تأهلنا إلى (كأس العالم أو الفوز بكأس آسيا)، وليس تأهلنا للتصفيات النهائية، ولكن دوام الحال من المحال. في ظل نشوة وفرحة مدرب منتخبنا بالتأهل، أعجبني وهو يهدي الفوز للاعب (كامل الموسى) الذي تعرض للإصابة بقطع بالرباط الصليبي للركبة، وقال: كان معنا منذ بداية التصفيات الآسيوية، وقدم تضحيات كبيرة، وفقدنا خدماته، وهذا يجسد العلاقة الجيدة بين المدرب واللاعبين، وكذلك اشادته بالجمهور الذي حضر وساند وبث الحماس باللاعبين. لوبيز لم يكن وحده من قاد المنتخب للتأهل، فهناك أشخاص ساهموا بهذا التأهل، وساعدوا المدرب كثيرا، وكانوا يعملون ليل نهار؛ لنجاح المنتخب، فالأستاذ/ احمد عيد، وأعضاء الإتحاد السعودي، وسليمان القريني، وزكي الصالح، وزملاؤهم، والأجهزه الأخرى، هم شركاء بما تحقق. غدا، يلعب منتخبنا مباراة صعبة أمام (الصين)، الذي لن يرضى بغير الفوز، نتمنى ألا يتعامل اللاعبون مع المباراة على أنها تحصيل حاصل، وتحدث -لاقدر الله- نتيجة كبيرة تشوه اللوحة الجميلة، التي رسموها منذ بداية التصفيات. أخيرا … من جديد يثبت المعلق المتألق (جعفر صليح)، أنه أحد أفضل المعلقين السعوديين بالوقت الراهن، فما قدمه من وصف، وتعليق في مباراة منتخبنا مع العراق، كان فيه الكثير من الإبداع. مقالة للكاتب سمير هلال عن جريدة اليوم