بعد أربعة مواسم أمضاها مع تشيلسي، أعرب نيكولا أنيلكا على الموقع الإلكتروني للنادي في سبتمبر/أيلول الماضي مازحاً عن شعوره بأنه "مسنّ جداً". لكن بعد أربعة أسابيع، استهل النجم الفرنسي البالغ من العمر 32 سنة مغامرته الكروية الأولى في آسيا مجدداً شغفه بالمستديرة الساحرة بعد انضمامه لعملاق الدوري الصيني الممتاز شانجهاي شينهوا. وقبل يوم من موعد مؤتمره الصحفي الأول مع حامل لقب دوري السوبر الصيني مرتين، تحدث نيكولا أنيلكا في حوار حصري مع موقع FIFA.comعن رحلته إلى الشرق الأقصى التي فاجأت الكثير من محبي هذا النجم المتألق. وقال اللاعب الفرنسي الدولي السابق الذي لعب على مدى الخمس عشرة سنة الماضية مع نخبة أندية أوروبا متمثلة بليفربول وتشيلسي وريال مدريد: "لطالما كان لدي مشاعر حب تجاه آسيا. أشعر بالشغف تجاه الثقافات المحلية خلال رحلاتي السابقة إلى دول مثل كوريا الجنوبية واليابان وماليزيا وتايلاند وهونج كونج وماكاو. ولهذا استغليت الفرصة التي سنحت أمامي عندما عرض عليّ شنجهاي الانضمام إلى صفوفه." لم يخفِ أنيلكا، الذي استهلّ مشواره الكروي مع باريس سان جيرمان، عن سعادته في الإنتقال إلى مدينته الجديدة، ويقول عن ذلك: "هذه هي المرة الأولى التي أزور شانجهاي، لكني أعرف أن المدينة تحمل لقب باريس الشرق الأقصى. قال لي الأصدقاء الذين سبق وزاروها إنها مدينة عظيمة وأنا أتطلع قُدماً للتعرف عليها." إلى جانب اندفاعه الشخصي للإقامة في المدينة الآسيوية، يقرّ هذا اللاعب الماهر أن دعم عائلته ساعده على اتخاذ قرار شدّ الرحيل شرقاً: "جميع أفراد العائلة ساندوني عندما عرفوا بنبأ انتقالي. فهم مثلي تماماً مهتمّون بالحواضر الصينية. سأقوم بكل تأكيد بتنظيم رحلات قصيرة لهم بحيث يمكن أن نمضي بعض الوقت سوية." آمالٌ عريضة منذ إعلان توقيعه صفقة مع شانجهاي في 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تصدر اسم أنيلكا عناوين وسائل الإعلام الرياضية في الصين. وفي الحقيقة فإن هذه الشخصية الكروية ليست جديدة على جماهير المستديرة الساحرة في الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بالنظر إلى أنه فاز مع منتخب بلاده بكأس الأمم الأوروبية UEFA 2000 وكأس القارات FIFA بعد ذلك بعام، بالإضافة إلى تألقه على صعيد الأندية طوال السنوات الماضية. ومع ترقب الجماهير المحلية لوصول النجم الفرنسي، قال مالك النادي الصيني زهو جون إنه "النجم الدولي الوحيد" الذي يلعب في الدوري الصيني الممتاز. حيث قال المالك في مقابلة أجراها مؤخراً مع الصحافة المحلية: "باستثناء شينهوا، لم يوقع أي نادٍ صيني على صفقة بمثل هذا المستوى. لا يوجد أي لاعبين دوليين في صفوف الفرق المحلية. فقط في شينهوا، يوجد لاعب دولي (أنيلكا)." من المؤكد أن نادي النادي، الذي تشير التقارير إلى أنه عاقد العزم على ضم زميل أنيلكا السابق في صفوف تشيلسي ديدييه دروجبا، يعتمد على النجم الفرنسي بإلهام الفريق نحو المجد الكروي، وقال عن ذلك: "سيتحول أنيلكا إلى مثل يُحتذى به للفريق. يتدرب لاعبو الفريق الشباب بزخم أكبر هذه الأيام لأنهم سيكونون على موعد مع النجم قريباً." كما يأمل جون أن يؤدي ضمّ أنيلكا إلى تنشيط الأندية الصينية الأخرى لرفع شأن كرة القدم في البلاد: "ليس أنيلكا سوى مجرد البداية و(أتوقع أن) تصبحالصين دولة رائدة آسيوياً في مجال كرة القدم خلال العقد أو العقدين المقبلين. سنكون على موعد مع مثل هذه المعجزات في الشرق الأقصى قريباً." ورغم هذه الآمال العريضة إلا أنه يجب الإشارة إلى أن النادي خاض موسماً مخيباً للأمل العام الماضي وأنهى منافسات الدوري محتلاً المركز 11 من أصل 16 فريقاً مشاركاً، وهو أمرٌ يُدركه جيداً القناص الفرنسي. وختم أنيلكا حديثه مقللاً من أهمية وجوده بالنسبة للفريق في الموسم المقبل: "الأمر المهم في عالم كرة القدم هو الجهد الجماعي. من المبكر جداً توقع أي شيء، لكني سأبذل قصارى جهدي في عالم كرة القدم الصينية وسأساعد الفريق على تحقيق نتيجة مثالية."