تؤشر كل الرؤى الاقتصادية على أن ثمرة البن اليمني تتصدر قائمة منتجات مزارع البن في العالم، وأفضلها في الأسواق العالمية من حيث الجودة، والسبب يرجع إلى الظروف والتضاريس والمناخ الذي يزرع فيه البن اليمني، إلى جانب الطرق التقليدية التي تستخدم في زراعة شجرة البن وجني ثمرتها، وتحضيرها للتسويق. وتذكر الموسوعة اليمنية، أن الموطن الأصلي للبن هو الحبشة (إثيوبيا)، لكنها تشير إلى اختلافات في معرفة التاريخ المحدد الذي تم فيه نقل وزراعة هذا المنتج في اليمن. كما تورد الموسوعة في هذا السياق، أنه تم نقل زراعة البن من الحبشة إلى اليمن في غضون العام 575م، في حين تنقل عن باحثين آخرين قولهم إن تم نقله في وقت متأخر عن ذلك بكثير، وتحديدا ما بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين على يد راغبي السهر، ومن ثم شاعت زراعته في القرن السادس عشر الميلادي. ووفقا للموسوعة، فإن اليمن كانت المصدر الوحيد للبن في العالم حتى نهاية القرن السابع عشر. وقد ساهمت الطرق التقليدية التي يسلكها المزارعون اليمنيون ويتوارثونها منذ القدم في جودة البن اليمني، إلى جانب المناخ الذي تتميز به مناطق زراعة شجرة البن في عدد من المحافظات بالبلاد، واشتهر تجاريا باسم المخا (MAKKA) نسبة إلى ميناء المخا الذي كان البن اليمني يصدر منه للعالم. وتؤكد المسئولة بوكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر في اليمن ميرفت حيدر، أن اليمن البلد الوحيد في العالم الذي يستخدم الطريقة التقليدية مئة بالمائة لتحضير البن وإعداده، وهي طريقة التجفيف الطبيعية باستخدام أشعة الشمس، في حين يتم استخدام الطريقة السريعة عن طريق الغمر بالماء، في معظم أنحاء العالم وهي طريقة تقلل من نكهة البن المتميزة. ويزرع البن في أقاليم مختلفة باليمن، وبصورة رئيسة على ارتفاع يتراوح بين 1000 إلى 1700 كيلو متر فوق سطح البحر، وفي الأودية التي تنحدر من المرتفعات الغربية والوسطى والجنوبية وفي المدرجات الجبلية. // يتبع //