واصلت الندوة العلمية عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية في تاريخ الملك عبدالعزيز رصد مزيد من الشواهد التاريخية الموثوقة للسجايا الإنسانية والخيرية والاجتماعية في شخصية الملك عبدالعزيز رحمه الله بقراءات معمقة لوثائق تاريخية مكتوبة وشفوية ، وذلك من خلال جلساتها العلمية في يومها الثاني بحضور الباحثين والباحثات وطلاب الدراسات العليا في علم التاريخ والمهتمين بموضوع الندوة . ورأس الجلسة الرابعة للندوة الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله الصالح العثيمين الذي أشاد بدور كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية في الإضافة العلمية الكبيرة لأعمال الندوة في ما يخدم الحركة العلمية في مجال التاريخ . وبدأت الجلسة بورقة عمل عن " التوحيد الثقافي والاجتماعي للمجتمع السعودي في عهد الملك عبدالعزيز قراءة سوسيولوجية تحليلية للتوحيد الثقافي والاجتماعي لبناء المجتمع الحديث في عهد الملك عبدالعزيز " للدكتور سليمان بن عبدالله العقيل من جامعة الملك سعود الذي عمل من خلال بحثه على رصد وتوثيق مظاهر التوحيد الثقافي والاجتماعي الذي قام به الملك عبدالعزيز حتى نتج مصطلح الثقافة السعودية وظهر للوجود والممارسة . وركز الباحث على تمحور ثقافات عدة بعد إيجاد قنوات لتمازجها وتسالمها في الجزيرة العربية تحت راية الملك عبدالعزيز بفضل التأثيرات القوية والمقنعة من شخصية الملك عبدالعزيز الدينية المخلصة والإنسانية والاجتماعية الثرية ، وما نتج عن تلك الشخصية المتوازنة من الدمج الاجتماعي بين الشريعة والحياة الاجتماعية في تناغم منظم يعتمد على معايير وقيم مقبولة دون التخلي عن السمات الاجتماعية المتفاعلة في مجتمع المملكة العربية السعودية . وأكد الباحث الدكتور العقيل من خلال تحليلاته العلمية على المعادلة المتوازنة التي صنعها الملك عبدالعزيز رحمه الله وسار عليها أبناؤه البررة بين المكون الإثني ( الديني) والاجتماعي للمجتمع ما رسخ عوامل الاستقرار والاستمرارية للحياة الاجتماعية للمجتمع وأرسى عوامل الأمن الاجتماعي للمواطن وفق مواصفات ذات مرجعية دينية وتوسع اجتماعي يتطلبه مرور الوقت والحياة الحديثة . عقب ذلك قدمت فوزية بنت فهد العجمي من جامعة الملك سعود بحثاً ركز على الوشائج الأسرية للملك عبدالعزيز رحمه الله وحرصه على صلة الرحم بالرغم من أن الدولة كانت تنوء في بداياتها بأعباء اجتماعية وعسكرية ، وقدمت الباحثة شواهد تاريخية متواترة عن تلك الصلات الأسرية الاجتماعية للملك عبدالعزيز رحمه الله بداية من تسلمه لحكم البلاد بشرط أن يكون الرأي الأول لوالده رحمه الله وبعد أن أيد العلماء تولي عبدالعزيز الحكم ، إضافة إلى عقد المجالس الخاصة اليومية لأبنائه وإخوانه للاجتماع ومناقشة مستجدات الأمور على المستوى الاجتماعي والسياسي . ثم ركزت الباحثة العجمي على ما يخص المرأة وأوردت مواقف تربوية واجتماعية وثيقة ربطت بين الملك عبدالعزيز وزوجاته ما أوجد بينهن التآلف والتواد بفضل ما كان يطبقه من العدل والكرم معهن وكذلك العلاقة المتينة بين الملك عبدالعزيز وأخته نورة وتلك الثقة التي أولاها الملك لرأيها في كثير من الأمور وأظهرت فيها بعد النظر والحنكة والسداد في المشورة . كما وصف البحث الذي اختارت له الباحثة عنوان ( جوانب من الصلات الأسرية للملك عبدالعزيز ) تربيته لبناته أنها قائمة على حرصه رحمه الله على تحليهن بالحشمة والتواضع. // يتبع //