نظمت جامعة الجوف ضمن الفعاليات المصاحبة للمؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة ، اليوم محاضرة بعنوان ( الأبنية التراثية الحجرية والطينية صيانتها وترميمها ) ألقاها الدكتور ماهر خير السلطي من قسم الهندسة المدنية بالجامعة. وفي بداية المحاضرة قال السلطي إن المباني التراثية القديمة تعد حافظة رئيسية للهوية المعمارية القديمة ، والتي تمثلت في تنوعها اللافت وانشغالها النحتي المنتمي والمترابط مع فن العمارة الإسلامي والعربي في أقواسها ونوافذها المطلة على الحياة ، سامحة للشمس بدخولها من جهات متعددة , مشيرا إلى أن عملية إحياء المعمار التراثي يشكل عاملاً مهماً من حيث دوره وتأثيره على روحية المكان ونسيجه المعماري أكثر مما تشكله عملية الترميم التي تقتصر على تجديد المبنى مع الحفاظ على هويته، بينما الإحياء يتضمن ما يقدمه المبنى للمجتمع كاستثمار فني أو ثقافي أو حتى اقتصادي، حيث شكل ترميم مبانيها وإحياؤها عامل جذب ليس لها وحدها بل للمنطقة بكاملها . وأوضح أن الترميم لا يعني التجديد ولا تجميل الأثر ولكن يعني الحفاظ على الأثر بما يمثل هذا الأثر من قيمة فنية وتاريخية وحضارية بحيث لا ينقص أو يغير من طبيعة الأثر الأصلية أو طرازه المعماري وطابعه الأثري, والحفاظ على الأثر من الظروف المحيطة به والمؤثرة عليه بشكل فعال للحد من تدهور الأثر بإتباع الوسائل العلمية الحديثة لأطاله عمر الأثر إلى فترات قادمة. وبين المهندس السلطي أن الصيانة تعنى أيضاً المرور بصفة دورية لمنع حدوث أي تلف يصاب به الأثر أو تقليل تأثيره ومحاولة علاجه حتى لا يساعد على تدهور حاله الأثر إذا ما تم تركة. وأشار السلطي إلى أن التأهيل يعني أن تعيد استخدام المبنى إلى استخدام جديد, بحيث لا تغير بمعالم المبنى الأثري، يمكن تغير الاستخدام من قصر مثلا إلى مقر جمعية أو وزارة, ولكن بدون المساس أو التغير بالعناصر المعمارية والإنشائية للمبنى. وقال إن استخدام الحجر في بناء المنازل والقصور والمساجد والبوابات والأسوار التي بقيت إلى الآن شاهدة على حضارة الإنسان وإبداعاته الفنية، وما يزال استخدام الحجر مستمرا إلى ما لا نهاية كونه المادة الأساسية في البناء والنحت ويؤثر عليه الحرارة والرطوبة والتجمد والرياح ورذاذ البحر والنباتات والحيوانات . وعن الحجارة قال إن في العالم العربي الحديث العديد من المشاريع والتي استخدم فيها عملية البناء بالحجر الطبيعي، منها مشروع منطقة قصر الحكم في الرياض، والذي استخدم فيه الحجر الجيري لتغطية البناء من الداخل والخارج , ومشروع قصر طويق في الرياض قد استخدم الحجر في تكسية الجدران . // انتهى //