اشتهرت مدينة حلب منذ أكثر من 800 عام بصناعة صابون الغارإحدى الحرف التقليدية التى يتقنها العمال المهرة السوريون . وأوضح صاحب منشأة لتصنيع صابون الغار وعضو مجلس جمعية صناعة الصابون بحلب محمد العطار في تصريح لوكالة الأنباء السورية أن الحصول على المواد الأولية اللازمة لهذه الصناعة يبدأ في شهر تشرين الثاني / نوفمبر بفصل الخريف أي أن صناعة الصابون ترتبط بموسم قطاف الزيتون الذي تجمع ثماره في المعاصر الخاصة ويمر بعدة مراحل لاستخراج مادة زيت الزيتون البكر للاستهلاك البشري لتبقى مادة العرجوم والتفل الذي ينقل إلى معامل عصر البيرين. وأظهر أن زيت المطراف هو المادة الأساسية التي تعتمد عليها صناعة الصابون حيث يتم تحضير كمية من المياه الممزوجة بمادة ماءات الصوديوم أو كما تسمى صودا كوسيتك المعدلة وفقا للنسب المقررة وتوضع ضمن قدر كبير خاص من الحديد ويغلي المزيج حتى ذوبان المادة القلوية كاملة يضاف اليها المواد الدسمة أي زيت المطراف تدريجيا مع التحريك الجيد المستمر والغليان لمدة 10 ساعات تقريبا مع إضاقة الماء والملح لترسيب الشوائب كاملة حيث يتم سحب الشوائب والقلويات من أسفل الحوض ويضاف مرة ثانية وثالثة مع الغليان والتحريك حت تتم عملية التصبن جيدا ليترك بعدها عدة ساعات قبل إضافة المواد والزيوت العطرية أي زيت الغار الطبيعي مع التحريك الجيد لمزجها السابق الذي يترك مجددا عشر ساعات بهدف عزل الشوائب والسوائل والمياه الزائدة من أسفل الحوض لتبقى المواد المتصبنة التي توضع في مباسط خاصة حتى تجمد وتقطع وتختم باسم المصنع وماركته المسجلة في الجمعية الحرفية . يشار الى أن صابون الغار ينفرد بمزايا علاجية لعدة أمراض جلدية كالأكزيما والصدفية كما يغذي البشرة ويعقمها ويكسبها نضارة مما يؤخر ظهور التجاعيد وتقوية جذور الشعر وتخفيف تساقطه فضلا عن تخليص الجسم من البكتريا المسببة للروائح ويمنحه عطرا طبيعيا كما يوضع في خزائن الملابس والسجاد ليعطيها رائحة زكية ويحفظها. // انتهى // 1144 ت م