ألقى وزير الخارجية البريطاني وعضو البرلمان ديفيد ميليباند كلمة اليوم الخميس في مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية. وأوضح أن ضمان أمن العالم حاليا يعتمد على وجود أوسع تحالف ممكن من الدول والحركات السياسية واكتساب تأييد المواطنين. وقال في كلمته // أرى أن ممن مسائل السياسة الخارجية التي تواجه بلدنا هذا والدول ذات الأغلبية المسلمة تدور حول فكرة الاحترام المتبادل المعمول به من خلال السياسة //. وأردف يقول // العملية السياسية الرامية لبناء الصداقات وكسب التأييد في الخارج لأهداف السياسة الخارجية لا تطرأ فقط فيما يتعلق بعلاقاتنا مع الدول ذات الغالبية المسلمة، بل إنني أريد اليوم أن أتحرى كيف يمكننا نحن - في الحكومة البريطانية - التواصل مع من لا نشاركهم أرائهم تماما في الدول الإسلامية أو الحكومات والشعوب المسلمة //. وبين أن المهمة المحورية للسياسة الخارجية هي خلق ميادين من السياسات، الوطنية منها والدولية، التي يمكن من خلالها مناقشة مختلف القيم والأفكار، بينما يجري في نفس الوقت تهميش اللجوء للعنف؛ وبأن الخطر المحوري يكمن في الفشل في خلق مثل هذه الميادين، ما يؤدي لاحقا لتقوية شوكة الملتزمين بالعنف. وأكد أنه لا يمكن ضمان أمن العالم اليوم من قبل القوة العظمى الوحيدة في العالم، ولا حتى من قبل مجموعة من القوى الكبرى وقال // فالتهديدات التي نواجهها - من التغير المناخي والإرهاب والأوبئة وحتى الأزمة المالية - هي جميعها تهديدات أكبر وأكثر انتشارا مما يمكننا مواجهتها. وبالتالي فإن الأمن يعتمد على ميزتين لا يمكن الاستغناء عنهما. الأولى هي الحاجة لوجود أوسع تحالف ممكن من الدول والحركات السياسية. ذلك يعني أن نكون على استعداد لتشجيع المصالحة مع المنظمات التي قد لا نشاركها قيمها، لكنها على استعداد للسعي لأجل تحقيق مصالح مشتركة. والثانية هي اكتساب تأييد المواطنين //. وأضاف يقول // إن السبيل للخروج من التوتر يكمن في التزامنا بالعملية السياسية ورفضنا للعنف. ودائما عندما يتم سحب الإقرار الصامت بالعنف - لصالح العملية السياسية - تتاح للجهود الدبلوماسية فرصة الثبات //. وقال // لقد بات حيز تركيز العلاقات ما بين الغرب والعالم الإسلامي أكثر ضيقا خلال العقد الأخير. وقد شتت الإرهاب وجهات نظرنا تجاه بعضنا البعض وأدى لتضييق تواصلنا مع بعضنا البعض. وكانت نتيجة ذلك أنه بات يُنظر إلى الغرب ليس على أنه معادٍ للإرهاب، كما كنا نأمل، بل على أنه معادٍ للإسلام //. وتابع قائلا // إذا ما كنا نريد إعادة بناء العلاقات - وتشكيل تحالفات أوسع نطاقا - فعلينا أن نبدي احتراما أكبر. ذلك يعني رفض الصورة النمطية التي نؤمن بها دون أن نحاول بذل أي جهد لتصحيحها، والتحرك خروجا من إطار التفريق القطبي بين المعتدلين والمتطرفين. يجب ألا ننظر إلى المسلمين على أنهم مسلمين فقط، بل على أنهم أناس في مختلف المجالات العديدة التي يشغلونها في حياتهم - في البيت والعمل وفي جميع أوجه الحياة الفردية المتكاملة. هنالك في الحياة دائما ما هو أكثر مما يمكن تصويره بصفة واحدة //. // يتبع // 2317 ت م