الاذان في المسجد النبوي الشريف له عبق ديني وتاريخي وتعد وظيفة المؤذن من الوظائف الأساسية لكون الأذان إشعارا بدخول الصلاة ونظرا للأهمية الدينية للمسجد النبوي الشريف فقد كان يتم اختيار القائمين على المؤذنين اختيارا دقيقا من حيث التقى والصلاح ومن العارفين بكتاب الله والمواقيت . وارجع تقرير رصدته وكالة الانباء السعودية حول مسيرة الاذان والمأذن بالمسجد النبوي الشريف الى أول مؤذن للمسجد النبوي الشريف كان بلال بن رباح رضي الله عنه مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤذن للصلاة من على سطح أقرب بيت للمسجد كما كان يؤذن عند أسطوانة قريبة من بيت أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها واستمر الأذان على هذه الحال حتى جاء عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك فأمر واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز 88 - 91 ه بعمل زيادة كبرى للمسجد النبوي الشريف وفي هذه الزيادة أنشأ أربع مآذن على كل ركن من أركان المسجد مئذنة وكانت هذه المآذن هي أول مآذن للمسجد النبوي الشريف . وفي التوسعة السعودية الأولى التي أجراها الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله عام 1370 - 1375ه أبقى على مئذنتي الجهة الجنوبية وأزيلت الثلاث الأخر وشيد الملك عبد العزيز عوضا عنها مئذنتين جديدتين في ركني الجهة الشمالية يبلغ ارتفاع الواحدة منهما سبعين مترا وتتكون كل مئذنة من أربعة طوابق الأول مربع الشكل يستمر أعلى سطح المسجد وينتهي بمقرنصات تحمل شرفة مربعة والثاني مثمن الشكل زين بعقود وتنتهي بشكل مثلثات وفي أعلاه مقرنصات تعلوها شرفة والثالث مستدير حلي بدالات ملونة وينتهي بمقرنصات تحمل في أعلاها شرفة دائرية والرابع مستدير أيضا له أعمدة تحمل عقودا تنتهي بمثلثات في أعلاها مقرنصات وفوقها شرفة وقد حاولوا الارتفاع بالمئذنة عن الوضع المألوف فعملوا شبه طابق خامس بشكل خوذة مضلعة تنتهي بشكل مخروطي يعلوه قبة بصلية . وفي التوسعة السعودية الكبرى توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله التي استمرت من 1406 إلى 1414ه أضيف ست مآذن أخرى ارتفاع الواحدة 104 متر وصممت بحيث تتناسق مع مآذن التوسعة السعودية الأولى تصطف أربع منها في الجهة الشمالية والخامسة عند الزاوية الجنوبية الشرقية من مبنى التوسعة والسادسة في الزاوية الجنوبية الغربية منها أيضا وتتكون كل مئذنة من خمسة طوابق الأول مربع الشكل والثاني مثمن الشكل قطره 5.50متر مغطى بالحجر الصناعي الملون وعلى كل ضلع ثلاثة أعمدة من المرمر الأبيض فوقها عقود تنتهي بشكل مثلثات وبين الأعمدة نوافذ خشبية تنتهي بمقرنصات تحمل شرفة مثمنة والثالث مستدير قطره 5 متر وارتفاعه 18متر كسي بلون رصاصي داكن وحلي بدالات بارزة مموجة شكلت اثني عشر حزاما ينتهي بمقرنصات تحمل شرفة مستديرة والرابع دائري الشكل قطره 4.50 متر وارتفاعه 15 متر عليه ثمانية أقواس تستند إلى أعمدة رخامية بيضاء تعلوه مقرنصات تحمل شرفة دائرية والخامس يبدأ بشكل أسطواني مضلع وينتهي بتاج مشرشف يحمل الجزء العلوي المخروطي الشكل يتلوه قبة بصلية تحمل هلالا برونزيا ارتفاعه 6.70 متر ووزنه 4.5 أطنان مطلي بذهب عياره 14 قيراطا . //يتبع// 1101 ت م