أصبحت علوم وتقنية المواد من أهم مجالات العلوم الحديثة وأكثرها تأثيراً في تطوير الصناعات الحديثة وهي علوم تقوم على دراسة العلاقة بين مكونات المادة وخواصها الفيزيائية والكيميائية المختلفة 0 وقد اعتبر علم المواد علما قائما بذاته منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ويعتمد تطور هذا الحقل العلمي الهام على تطوير وسائل وتقنيات القياس الدقيق للخواص الفيزيائية والكيميائية المختلفة للمواد فعلى سبيل المثال يمكن دراسة سبيكة ما من حيث التركيب والعيوب البلورية والقوانين التي تحكم التحولات الطورية لهذه السبيكة تحت تأثير العوامل الخارجية ( مثل الضغط والحرارة ) باستخدام وسائل عديدة من هذه التقنيات الوسائل الفيزيائية مثل حيود الأشعة السينية أو حيود النيوترونات أو الإلكترونات ، الميكروسكوب الإلكتروني النفقي ميكروسكوب القسر الذري أو الوسائل الحديثة لتطبيقات الليزر وذلك من ضمن قائمة طويلة من الوسائل الفيزيائية والكيميائية الناجعة 0 ومن مجالات علوم المواد الحديثة تحليل النتائج الفيزيائية ( الكثافة ، التوصيل ، الحراري ، السماحية المغناطيسية ، النفاذية الكهربائية ) والميكانيكية ( الصلادة واللدانة ، الصلابة ومعاملات المرونة والتقنية ( قابلة التشكيل والتشغيل وظروف الإستعمال ( التآكل القدرة على مقاومة البلى واكلل والمقاومة للمؤثرات الكيميائية والتغيرات الحرارية المختلفة ) كل هذا يساهم في تحديد أكثر التطبيقات ملائمة للمواد الجديدة ومدى صلاحيتها لإعادة التدوير ومدى ملائمتها للبيئة . وفي الوقت الراهن هناك ثورة علمية في مجال تقنية المواد النانوية حيث يتوقع العلماء أن تعاد صياغة كثير من المفاهيم العلمية المتعلقة بخواص المادة عندما يصل حجم مكوناتها إلى حدود النانومتر حيث ان هناك سباق محموم بين دول العالم لدراسة وفهم تقنيات المواد النانوية لإدراك قصب السبق في هذا المجال فائق الأهمية لأن تطبيقات هذا العلم الناشئ ستطال جميع العلوم الحديثة تقريبا 0 ومن هنا أخذت جامعة الملك خالد على عاتقها التقدم بمشروع إنشاء مركز بحثي علمي للمواد المتقدمة لتحضير ودراسة وتطوير هذه المواد وإيجاد حلول ناجعة للمساهمة في التطوير العلمي والصناعي الذي تشهده المملكة العربية السعودية 0 //يتبع// 1329 ت م